قال خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان إن شهر رمضان المبارك فرصة للأمة الإسلامية لمراجعة أحوالها المتردية، موضحا أن» في مرور الأيام لعبرا، ويا لها من فرحة تعيشها الأمة الإسلامية، فيطل علينا شهر عظيم وضيف عزيز، فبعد يوم أو يومين يهل علينا شهر رمضان المبارك بلياليه الفريدة المميزة، وأحكامه السامية، وهو من أفضال الله على عباده، ولما خصت فيه أمة محمد من الكرامات، فيالها من مناسبة عظيمة، تفتح الجنات وتتنزل الرحمات وترفع الدرجات، وتحط الأوزار والذنوب، ويعظم فيه الله التوفيق، فلله الشكر على جزيل نعمائه».
وأضاف «شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تستذكر فيه الأمة تاريخ مجدها، وهو مدرسة لتجديد الإيمان وكبح جماح الشهوات، وهو مضمار يتنافس فيه المتنافسون إلى لم الشمائل والفضائل. والصيام مدرسة للبر والجود، وهو رافد الرحمة ومنهل الخير للآمة، وعلى الأمة وهي تمر بهذا الشهر أن تحاسب نفسها، وتراجع أعمالها، وما عسانا نستقبل هذا الشهر الكريم، فمن الناس ما لايرى في الشهر حرمان لا داعي له، بل قد يرفع عنه عقيدته بحجة أنه قيود ثقيلة تجاوزها عصر الحضارة، ومنهم من لا يرى فيه إلا عطشا وجوعا، ومنهم من يرى فيه موسما للأطباق والأكلات الشهيرة وشهر للسهر والسمر لوجه الفجر، ومنهم من يمتطي الفضائيات، ويتبع ذلك نوما عميقا في النهار».
وتابع «من الأمة من يرى في رمضان غير ذلك، يرون فيه دورة إيمانية من تجديد النفوس والصبر الكريم والعمل الجليل والإصلاح العام للنفوس والمجتمعات والأوطان. إن استقبالنا لشهر رمضان لابد أن يكون بالشكر والصبر والتوبة من الملمات والمعاصي وفتح باب المحاسبة الجادة للنفوس والعمل على الاستفادة من الأيام والليالي صلاحا وإصلاحا، وبذلك يتحقق الأمل المنشود وتصلح المجتمعات. وإما أن يدخل رمضان ويراه البعض تقليدا، بل قد يزيد الإنسان جورا وظلما، ألا فلتهنأ الأمة الإسلامية بحلول الشهر الكريم والوافد العظيم، وهو فرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، وكيف لا يفرح المؤمن بفتح باب الجنان، وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران».
وتطرق القطان إلى من يستقبلون الشهر كأنه تجويع للبطون فإنهم لن ينهلوا من أفضاله، أما الذين يستقبلونه على أساس أنه فرصة للتجديد والتوبة والإصلاح، فهؤلاء هم المبشرون بروح الجنات وهم المعول عليهم بعد الله بإصلاح الأمة، وإن الغيور يتساءل بأي حال يستقبل المسلمون في فلسطين وهو محاصرون بالآلة الصهيونية. وقال: «إن الواجب علينا أن نشكر الله على نعمة الأمن والأمان وأن نقدم لإخواننا المسلمين كل ما نقدر عليه لاسيما أصحاب الأموال والخيرات، وكم تتضاعف الحسنات في هذا الشهر الكريم وهذا من واجب الأخوة الإسلامية. فلنبادر إلى الإقلاع عن المحرمات وكل ما يغضب الله، وكيف لا يكون ذلك والعمر قصير، والدعوة قائمة للمسئولين عن وسائل الإعلام في البلاد الإسلامية، وليبثوا الخير والفضيلة وليبتعدوا عن الرذيلة، فاتقوا الله عباد الله وأعدوا العدة لصيام الشهر الكريم وقيام لياليه، فرب ساعة وفق فيها العبد فارتفع فيها إلى منازل المقربين».
وتابع» إن إدراك شهر رمضان نعمة عظمى، فأين من كان معنا في العام الماضي، فرق بيننا وبينهم مفرق اللذات، وكم في النفوس حرقة على أحبة مضوا لم يدركوا رمضان وانقطع ذكرهم، ومضوا إلى الله الواحد القهار، وإن في الله عزاء عن كل عزاء (...) إن الشقي من حرم رحمة الله عز وجل في هذا الشهر الكريم، وتأسوا بنبيكم (ص) استعد لشهر رمضان لا بالأكل وإنما بالعبادة والإصلاح».
العدد 2185 - الجمعة 29 أغسطس 2008م الموافق 26 شعبان 1429هـ