كشف الشيخ صلاح الجودر في خطبته بجامع قلالي أمس (الجمعة)، عن مبادرة لاحتواء ما جرى في ندوة عالي الأخيرة لإيقاف ما وصفه بـ«التصعيد الخطير». وقال الجودر: «تحركنا مع بعض القوى الوطنية والإسلامية بمبادرة لاحتواء الأزمة، فدعونا إلى تجميد الخلاف بين الأطراف المتصارعة والمتنازعة وفتح قنوات الحوار والمصارحة إن كان لها من سبيل».
الوسط - محرر الشئون المحلية
دعا خطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس (الجمعة) إلى إبعاد دور العبادة عن أي نزاعات عقدية أو سياسية، مؤكدا أن الجميع أساءه ما جرى في ندوة عالي الأخيرة وأن تتحول دور العبادة إلى ساحات لتصفية الحسابات العقدية أو الأيدلوجية.
وقال الجودر في خطبته: «ما جرى في الأيام الأخيرة في إحدى دور العبادة في منطقة عالي لا يزال يشكل هاجسا لأهل الإسلام وأبناء هذا الوطن خوفا من تجدده، فالجميع قد أساءه ما جرى، وأن تتحول دور العبادة إلى ساحات لتصفية الحسابات العقدية أو الأيدلوجية، حتى بلغ الأمر بإسالة الدماء المعصومة حين تم استخدام الأيادي في تلك الدور العبادية، وخطورة الأمر ليس بسبب حدوثه في مسجد أو مأتم أو مركز للتحفيظ صغير هنا أو هناك - لكن الخطورة حينما تنتقل تلك العدوى والصراعات إلى بقية دور العبادة، فالنار من مستصغر الشرر، لذا كانت لنا في الأيام الماضية عدة لقاءات ومشاورات على جميع المستويات والأصعدة، بعض المسئولين في الحكومية والمؤسسات الأهلية وأصحاب الفضيلة العلماء والخطباء والمشايخ ورؤساء الجمعيات الذي يرفضون أن تتحول دور العبادة إلى ساحات للتصفيات العقدية أو السياسية أو الأيدلوجية».
وأضاف «حديثنا اليوم ليس للوقوف مع هذا الفريق أو ذلك، أو لإدانة أي منهما، فنحن لسنا قضاة ولا رجال قانون، ولكن حديثنا اليوم ينطلق من منطلقات أمنية لتعزيز الاستقرار في هذا الوطن، فما وقع في عالي يمس الوطن بأسره، لذا فإن العنف والتخريب والفوضى والتطاول والتعدي في دور العبادة مرفوضة جملة وتفصيلا، لسنا مع هذا الفريق أو ذاك، ولكنه وصف للحال الذي بلغت فيه بيوت الله من انتهاك لحرماتها».
وتابع «من هنا فإننا نجدد دعوانا لإبعاد دور العبادة عن أي نازعات عقدية أو سياسية، فهي لم تقم لهذا الأمر، وتاريخنا الطويل في هذا الوطن يشهد على أمنها واستقرارها، فلماذا ندوات التأجيج والفتن التي نشهدها في بعض دور العبادة في هذا الوطن؟ وأين الجهات المعنية بالمساجد والجوامع والمآتم ومراكز التحفيظ من كل ما يجري فيها؟ أين لجان التفتيش والمراقبة من تلك السموم والأدواء التي تنشر وتروج بين أبنائنا وناشئتنا وكأننا نهيئ ذلك الجيل للصدام والاحتراب؟».
وأشار الجودر «لإيقاف هذا التصعيد الخطير، تحركنا مع بعض القوى الوطنية والإسلامية بمبادرة لاحتواء الأزمة، فدعونا إلى تجميد الخلاف بين الأطراف المتصارعة والمتنازعة، وبفتح قنوات الحوار والمصارحة إن كان لها من سبيل، والأهم إبعاد دور العبادة من تلك النزاعات والصراعات، وقد تفهمت تلك الفعاليات هذه المبادرة وهي تسعى لتفعيلها هذه الأيام للخروج من هذه الأزمة الخطيرة».
واستشهد الجودر «تأملوا معي في تلك الدول التي لم تراع حرمة دور العبادة ماذا حل بها من دمار وخراب وانتهاك للأنفس والأعراض، فمن الحكمة والإحساس بالمسئولية حصر ذلك الحادث في أضيق نطاق، وعدم توسيع دائرة الخلاف؛ لأن هذا التوسيع سيؤدي لدخول أطراف أخرى ومناطق أخرى مما يصعب الرتق بعد ذلك».
العدد 2185 - الجمعة 29 أغسطس 2008م الموافق 26 شعبان 1429هـ