العدد 2185 - الجمعة 29 أغسطس 2008م الموافق 26 شعبان 1429هـ

الاحترام واجب للشعب كافة سنة أو شيعة أو مسيحيين أو بوذيين أو يهودا

قال ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إن «النظام بحد ذاته يحتاج إلى أن يتم تطويره ليستجيب للتحديات العالمية، كما يحتاج القطاع الخاص إلى أن يكون أكثر قابلية للتكيف مع التنافسية والعولمة المتزايدتين»، مؤكدا سموه أن «التغيير موجود، ولكنه ليس سهلا على الإطلاق ويجب معالجته بالطموح الصحيح وتناوله بالطاقة الصحيحة من أجل تحقيق النجاح».

وأكد سموه في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية بثتها أمس (الجمعة) أن مملكة البحرين كانت وستبقى تتمتع بالبيئة السياسية الأكثر حرية في المنطقة، مشيرا إلى أن مجتمع البحرين متعدد الثقافات والأعراق والطوائف وأن الاحترام واجب للشعب كافة سنة أو شيعة أو مسيحيين أو بوذيين أو يهودا.

وشدد سموه على أن «الفقر النسبي وصف مهم جدا هنا في المملكة وتتم معالجته، وبات توزيع الثروات يتحقق بطريقة عادلة»، موضحا سموه أن «الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي من خلال تعزيز الإنتاجية وجعل الشعب يشعر بتحسن في مستوى معيشته وعمله وأن أولادهم سيحصلون على مزيد من الإمكانيات والفرص مما حصلوا هم عليه».


مؤكدا أن القطاع الخاص يحتاج إلى التكيف مع العولمة... ولي العهدلـ CNN: يجب تطوير النظام وحريصون على توزيع الثروات بطريقة عادلة

المنامة - بنا

قال ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إن «النظام بحد ذاته يحتاج إلى أن يتم تطويره ليستجيب للتحديات العالمية، كما يحتاج القطاع الخاص أن يكون أكثر قابلية للتكيف مع التنافسية والعولمة المتزايدتين»، مؤكدا سموه أن «التغيير موجود ولكنه ليس سهلا على الإطلاق ويجب معالجته بالطموح الصحيح وتناوله بالطاقة الصحيحة من أجل تحقيق النجاح».

وأكد سموه في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية بثتها أمس (الجمعة) أن مملكة البحرين كانت وستبقى تتمتع بالبيئة السياسية الأكثر حرية في المنطقة، مشيرا إلى أن مجتمع البحرين متعدد الثقافات والأعراق والطوائف وأن الاحترام واجب للشعب كافة سنة أو شيعة أو مسيحيين أو بوذيين أو يهودا.

وشدد سموه على أن «الفقر النسبي وصف مهم جدا هنا في المملكة وتتم معالجته، وبات توزيع الثروات يتحقق بطريقة عادلة، موضحا سموه أن «الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي من خلال تعزيز الإنتاجية وجعل الشعب يشعر بتحسن في مستوى معيشته وعمله وأن أولادهم سيحصلون على مزيد من الإمكانيات والفرص مما حصلوا هم عليه».

وأعرب سمو ولي العهد عن اعتقاده أن «البحرين تقود المنطقة من حيث التمويل الإسلامي، وأنها لا تزال تتصدر الطليعة في مجال الخدمات المالية والمصرفية»، مشيرا سموه إلى أن «البحرين حصلت على المرتبة الأولى كالعاصمة المالية الأسرع نموا في المنطقة إن لم يكن في الشرق الأوسط، وشهدت نموا بلغ 20 في المئة سنويا في قطاع الخدمات المالية والمصرفية. كما أن أكثر من ألفى صندوق استثمار اتخذوا من البحرين مقرا لهم مع العلم أن النمو في ذلك القطاع وحده يبلغ 30 في المئة سنويا».

وأعرب سموه عن تمسكه الشديد باستمرار ربط الدينار بالدولار لكونه يسهل التجارة الإقليمية؛ لأن خمسا من دول مجلس التعاون الست مرتبطة بالدولار أيضا.

وعن تصريحات بعض المسئولين الإيرانيين بقدرة بلادهم على عرقلة الملاحة في مضيق هرمز، أكد سمو ولي العهد أن إيران وحدها تدرك ما تعنيه من تلك التصريحات، داعيا سموه إلى المزيد من الحوار والتفاهم والتسامح.

وفيما يأتي نص المقابلة التي أجرتها شبكة «السي إن إن» الإخبارية مع ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية:

تواجهون باستمرار مقاومة للإصلاح ويبدو أنه ثمة بعض المتشددين داخل الحكومة تنتابهم مخاوف من أن العملية الإصلاحية تمكن الطائفة الشيعية اقتصاديا. كيف تواجهون مقاومة الإصلاحات التي تسعون لتحقيقها؟

- أفضل عدم تسمية ذلك بالمقاومة داخل الحكومة. فالنظام نفسه يحتاج إلى التطوير حتى يتفاعل مع التحديات العالمية، كما أن القطاع الخاص أيضا يحتاج إلى أن يكون أكثر قابلية للتكيف مع الزيادة المتواصلة في المنافسة والعولمة.

فالتغيير عبارة عن واقع وهو موجود ولكنه ليس سهلا على الإطلاق. وأعتقد أنه يجب التعامل معه بالطموح الصحيح، كما يجب التعامل معه بالطاقة الصحيحة أيضا وذلك من أجل تحقيق النجاح.

شاهدنا مكاسب حققتها الطائفة الشيعية في العراق، فهل هذا يؤثر على تجاوبكم مع غالبية المواطنين؟

- أعتقد أنه من المهم جدا أن نتذكر أننا في البحرين مجتمع متعدد الثقافات والأعراق والطوائف. وبالتالي فإن احترام الناس كافة واجب سواء كانوا سنة أو شيعة أو مسيحيين أو بوذيين أو يهودا.

وأما عن التأكد من أن الفقر أو الفقر النسبي، وهذا وصف مهم جدا، تتم معالجته، وأن توزيع الثروات يتحقق بطريقة عادلة فهذا أمر أحرص عليه بشدة. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك تكمن من خلال زيادة الإنتاجية وجعل الناس يشعرون بتحسن في مستوى معيشتهم عندما يعملون وأن أبناءهم سيحصلون على إمكانيات وفرص أكثر وأكبر مما هم حصلوا عليه.

هناك أمر مذهل. ففي شهر ديسمبر/ كانون الثاني الماضي كانت هناك احتجاجات ساخنة لمدة ثلاثة أيام بعد العيد الوطني. ما هو الوصف لنسيج المجتمع البحريني اليوم، حيث أولا قامت الاحتجاجات وثانيا ما كان الدافع لذلك؟

- هناك مفهوم خاطئ وهو أننا ضد التظاهر أو أننا عاجزون عن استيعابه في نسيجنا السياسي، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق فالبحرين لديها البيئة السياسية الأكثر حرية وتحررا في المنطقة وستظل كذلك.

إذا هذا هو التسامح؟ هذا ما تقولونه؟

- نعم إنه التسامح، وأحيانا التسامح يؤدي إلى تجاوز الناس لمعايير السلوك المقبول مما يفضي إلى العنف.

بعد أحداث شهر ديسمبر أرسلت خطابا إلى جلالة الملك تشرح فيه أن هناك مقاومة للتغيير والإصلاح، هل جاء ذلك لتعزيز القوة و الدفع بالموجة الثانية للإصلاح؟

- أجندة الإصلاح التي دشنها جلالة الملك ما كانت مفهومة بوضوح لدى بعض الأطراف، لكن مخاطبة جلالة الملك مباشرة لأفراد في الحكومة والمجتمع ساهمت في تعديل الوضع.

البحرين مقر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، وهو الأضخم في العالم. وتحقيق توازن في العلاقات مع إيران والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ليس أمرا هينا، فلقد لاحظنا كيف أن إيران أصبحت عدوانية في تصريحاتها، فعلى سبيل المثال صرح قائد الجيش أنهم قادرون على عرقلة الملاحة في مضيق هرمز والذي يعتبر خطا مهما جدا للشحن البحري وشريانا حيويا. ما هو تعليقكم على ذلك؟ وكيف تفسرون التصريحات الإيرانية في هذا الصدد؟

- إيران وحدها تدرك ما تعنيه من تلك التصريحات. ولكن ما ندعو إليه بالتأكيد هو المزيد من الحوار والتفاهم والتسامح. وآمل أن يهدأ الوضع وأن ينتصر السلام والحوار.

هل أنتم قلقون من أن تكون البحرين غير مستعدة بما يكفي للتنافس في قطاع الخدمات المالية؛ نظرا إلى أن دبي تخوضه بقوة وكذلك الحال لقطر وحتى المملكة العربية السعودية، ومن الواضح أنه ثمة منافسة شديدة. وأنتم لستم بحاجة إلى ذلك العدد الكبير من المراكز المالية؟

- نحن في المرتبة الأولى كالعاصمة المالية الأسرع نموا في المنطقة إن لم يكن في الشرق الأوسط، فلقد شهدنا نموا بلغ 20 في المئة بالسنة في هذا القطاع. كما أن أكثر من ألفي صندوق استثمار اتخذت من البحرين مقرا لها. مع العلم أن النمو في ذلك القطاع وحده يبلغ 30 في المئة، ونحن نقود المنطقة من حيث التمويل الإسلامي. وعندئذٍ حين أتكلم عن الخدمات المالية والمصرفية أعني بذلك المنتجات في المكان المناسب، وأعتقد بأننا لا نزال نتصدر في هذا الإطار وهو أمر جيد بالنسبة إلينا.

لطالما كنتم أوفياء جدا للدولار الأميركي ضمن العملات الخليجية وأنتم تتحدثون دوما عنه. ولكن أليس من الحكمة تحديد سعر صرف الدينار البحريني على أساس سلة من العملات تشمل اليورو والين الياباني عوضا عن التعرض لمخاطر وعواقب الارتباط بعملة حاليا ضعيفة؟

- إن الارتباط بالدولار والتطبع به وهو أمر أؤيده بشدة يلغي أي شكوك في عملية جمع أرباحنا مما يسمح بنوع من التماسك المتين في الموارد المالية الحكومية. وثانيا، فهو يسهل التجارة الإقليمية وذلك؛ لأن خمسا من الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالدولار. وثالثا، إنه أمر لطالما تعاملنا معه منذ العام 1980، وعندئذٍ لا نتخلى عنه في الأوقات الصعبة ونستفيد منه في الأوقات المزدهرة.

هل هناك قلق من استمرارية النمو الحالي في البحرين والمنطقة ككل؛ إذ من الواضح أن هناك حركة بناء وإنفاق كثيفة في المنطقة.

- إقليميا، إن الارتفاع في أسعار الطاقة المترافق مع حالة البعض في الولايات المتحدة وأوربا ومن المحتمل كذلك في آسيا سيؤثر على الجميع، فإذا لم يكن هناك توجه لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط فإن العقار والمباني الحديثة لن تحل أي شيء ما لم يكن هناك أناس ذو كفاءة في داخلها.

بعد أربع سنوات من استضافة سباقات الفورمولا واحد في البحرين، هل يعد هذا توجها نحو تعزيز موقع البلاد على الخريطة؟ وهل تمكنتم من مواكبة المستوى المتقدم لهذا الحدث؟

- إن نمو رياضة السيارات في المنطقة وريادة البحرين في هذا المجال هو تأكيد لصحة فكرة إقامة هذا الحدث العالمي بهذا المستوى في البحرين... كان هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله. لقد تغيرت البحرين بصورة كبيرة بالنسبة إلى الناس الذين كانوا هنا في فترة التسعينيات مما يدعو للفخر الكبير. ونبارك لجلالة الملك ولحكومة البحرين وشعبها هذا الإنجاز.

العدد 2185 - الجمعة 29 أغسطس 2008م الموافق 26 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً