إذا أردت أن تتمندر وتصبح مديرا يقوم لك أكثر من 130 موظفا بحرينيا في إحدى الوزارات، فما عليك إلا أن تتهند أو تتبنقل أو تحمل أية جنسية أخرى غير البحرينية حتى تصبح جديرا بمقعد مدير إدارة!
حتى وإن سجلت أعوام خدمتك الرقم القياسي، وربت على الثلاثين عاما، حتى ولو جئت بوزنك شهادات عليا فلن تصلح لأن تكون مديرا حتى بالوكالة إلى إدارة السجلات الطبية في وزارة الصحة فهذه الإدارة لا يقدر على إدارتها إلا من هو غير بحريني، فأول مؤهلات إدارة هذه الإدارة أن تصطحب معك جوازا غير بحريني!
لا أحد يستخف بأية جنسية من جنسيات العالم، ولكن الاستخفاف هو بالمسئولين الذين انتقوا هنديا من بين 130 بحرينيا تصل خبرة بعضهم إلى 32 سنة، ووضعوه مديرا بالوكالة لهذه الإدارة، في بلد دشن عشرات المشروعات والموازنات باسم البحرنة المذبوحة من الوريد إلى الوريد باسم المسئولين الذين لا يعون من البحرنة إلا اسمها!
حتى لا نصدق أن الكوادر الوطنية مغضوب عليها، لا يجوز ضربها بعرض الحائط بهذه الطريقة الفظة الفجة، وإذا تعذر المسئولون بأنه ليس من بين الـ130 بحرينيا من هو مؤهل لشغل هذا المنصب المؤقت، فأين الموارد البشرية المسئول الأول عن إعداد الكوادر الوطنية، وكيف يعمل تحت مظلتها موظف لأكثر من ثلاثة عقود وهو غير قادر على مسك زمام الأمور حتى بشكل مؤقت؟
إذا هناك مشكلة كبرى في تدريب وتطوير الكوادر الوطنية في وزارة الصحة، وإذا استمر هذا الخلل فإن الوزارة محتاجة لاستيراد هنود آخرين وربما بنقاليين أيضا لشغل المناصب الإدارية فيها، لأن البحرينيين حتى لو عملوا ثلاثين وأربعين سنة لا يسدون مسد الهنود وإخوانهم!
لا يمكن الحديث عن البحرنة في القطاع الخاص ما دام القطاع العام يدوسها برجله ويمسح بها البلاط بهذه الطريقة، ولا أعرف كيف سيتبحرن القطاع الخاص، وفي القطاع العام مناصب لا يرتقي مقاعدها إلا غير البحرينيين؟!
إن كان ديوان الخدمة المدنية جادا في حفظ حقوق الموظفين المواطنين، فليقم مسئولوه بزيارة إلى وزارة الصحة ومقابلة الموظفين البحرينيين في إدارة السجلات الطبية، وليقابلهم واحدا تلو الآخر، حتى يعرف إن كان من بينهم من يستحق أن يدير هذه الإدارة أم لا، وإذا كان الجواب بنعم فلماذا تم تجاهل 130 بحرينيا؟ وإن كان الجواب بلا فعليها البدء في استيراد هنود آخرين لشغل المناصب في مختلف وزارات الدولة، لأنه إذا لم يفلح واحد من بين 130 موظفا لإدارة هذه الإدارة الصغيرة فلن يفلح موظف بحريني آخر في شغل أي منصب إداري في أي موقع ولنتهند أو نتبنقل جميعا حتى يشار إلينا بالبنان والكفاءة
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ