كم منا يحمل قدرا من روح الوطنية؟ وكم منا يبادر في التطوير والتغيير بقطاعات خدماتية مهمة في وطننا؟ وكم منا لديه مسئولية وغيرة على العمل الذي يقدمه داخل مؤسسته؟ وكم منا لا يكف إلقاء اللوم على الحكومة؟
وعلى رغم ذلك فالتقصير قد يكون بادرا منك أو منا جميعا قبل الحكومة، لأنك لن تساهم أو تبادر في تطوير هذه الخدمة أو تلك التي تحتاجها أنت وعائلتك وغيرك، إن كان لا يوجد تقدير أو مقابل مادي تحصده من جراء ذلك.
هذه السطور ليست كلاما إنشائيا بقدر أنها واقع نلمسه ونسمعه في أكثر من موقع عمل لمختلف التخصصات، فالبحريني أصبح اليوم متذمرا على اقل شيء، فمعظم المصائب التي وقعت على رأسه سببها الحكومة التي هي الأخرى لن نكللها بإكليل من الورد، لكن علينا كبحرينيين أن نكون واقعيين، ووطنيين، والأخيرة غابت من قاموسنا في الوقت الحالي مقارنة بما كان عليه البحرينيون في حقبة الستينات مثلا، إذ كانوا أكثر وطنية ومبدئية، أما اليوم فالأفكار تبدلت كما هي حال النفوس أيضا!
ولعل الظروف الاقتصادية التي يواجهها المواطن ان كان موظفا، معلما، طبيبا، مهندسا... الخ جعلته ماديا في كلامه وحتى في تفكيره، فهو لا يبادر في تطوير خدمة ما في مواقع عمل حكومية، إلا ويسأل ما هو المقابل المادي؟ وبعبارة أخرى ماذا سأستفيد؟ بينما لو كان الأمر في القطاع الخاص فهو قد يهتم لأنه مرتبط بعقد عمل فترته الزمنية محددة قابلة للتجديد.
أصبح الإنسان البحريني يفتقد إلى الحماسة الشخصية لتطوير الأمور في قطاعات شتى وعلى رأسها التعليم والصحة... فكيف نطور مثلا مستوى الخدمات التعليمية والصحية، إن كان لا يوجد هناك أي مقابل مادي وكأن المقابل المعنوي في تطوير الخدمات والارتقاء بها التي سيستفيد منها الجميع بمن فيهم الشخص المعني بعمل ذلك تأتي فقط من ضمن مسئولية الدولة وليس بعناصر المجتمع المختلفة.
للأسف تعلمنا أن نأخذ ونشترط على بلدنا وان حصلنا على الشيء لا نعطي من اجل تحسين أداء خدمات أو غيرها مما نحتاج إليه في حياتنا اليومية.
نحن نعمل ونطور من اجل البحرين فقط... وان استطعنا أن نوجد تغييرا ولو بسيطا فذلك انجاز وهذا لا يتم إلا بسواعد بحرينية حتى ننهض بوطننا بعيدا عن المادة والتذمر... فأين هي مبادئ أهل البحرين التي عرف عنهم؟ وأين تلك المواقف التي ساهمت في نهضة البحرين بدءا من عشرينيات القرن الماضي؟...
تساؤلات كثيرة لكن في النهاية نقول ان أوروبا لم تتفوق إلا بسواعد أوروبية، حتى الصين التي بهرت العالم بما قامت به أثناء احتضانها لدورة اولمبياد العالم أثبتت أنها دولة عظيمة بأبنائها الذين عملوا من اجل الصين مقابل الروح الوطنية، فلماذا ننتظر التقدير حتى نعمل؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ