أقل من أسبوع يفصلنا عن شهر رمضان الكريم، الذي يعود بنكهته المميزة التي دامت عقودا طويلة ومازالت تدل لدى الجميع على ذلك الشهر الفضيل، وإن كان لكل مجتمع نكهة مميزة لشهر رمضان فيه إلا أن جميع الدول الإسلامية والعربية تتفق على الخطوط العريضة له.

كثير من السلوكات التي قد يراها غير العربي وغير المسلم عادية وبدهية، ويراها المسلم العربي نكهة لرمضانه في كل عام، فلا يصح شرب «الفيمتو» إلا في هذا الشهر ولا طعم للماء إلا عندما يخلط بماء اللقاح، ولا يعد من المنطقي إعداد بعض الأطباق المميزة إلا على مائدة شهر رمضان «كالثريد والهريس ولقمة القاضي».

ولعل الكثيرين منا حينما يتناولون تلك الوجبات في غير رمضان تعود بهم الذاكرة إلى نكهة ذلك الشهر؛ لارتباطها به على مدى سنين طويلة.

المضحك في الأمر أن روحانية هذا الشهر وأصالته ونكهته على حد السواء تخللها في السنوات الأخيرة بعض الشوائب لدرجة باتت هي الأخرى جزءا من نكهة هذا الشهر، فلا يمر شهر رمضان إلا وتبدأ حرب الباروكات لدى الممثلات الخليجيات اللاتي يستنفدن أطنانا من المساحيق، وبناء على «نظرية النكهة» فمن غير المنطقي أن ترى تلك الباروكات أو المساحيق وكمية العويل والصراخ إلا في شهر رمضان وإن وجدت في غيره فلن تكون بهذا الكم والزخم.

وعلى غرار كل عام، تستعد العائلة البحرينية في هذه الأيام لاستقبال شهرها الفضيل بنكهته وروحانيته وبالفيمتو واللقاح ولقمة القاضي، ولن يكون مشاهد تلك المسلسلات بمعزل عن استقبال نكهته الدخيلة وحرب الباروكات وصرعات الألوان والشفط والنفخ والمسوخ الآدمية، فكان الله في عون الجميع.