غاري كولمان أو آرنولد جاكسون... جمهور المسلسلات التلفزيونية (السايتكوم) في السبعينيات والثمانينيات يعرفونه جيدا، يحبونه كثيرا. هذا الصغير الذي لم يكن عمره يتجاوز حينها العاشرة كان السبب في نجاح أحد أشهر مسلسلات تلك الفترة. كان ذلك مسلسل Different Strokes بداية شهرة غاري كولمان الذي قدم فيه شخصية صبي يدعى آرنولد جاكسون، تتبناه عجوز ثرية، يملأ مشاهد المسلسل بكثير من خفة الدم والظرافة.

آخر موسم للمسلسل كان العام 1986، وهو نفسه العام الذي كان نهاية الشهرة والنجومية للنجم الصغير. لم يعد أحد يعرف عنه الكثير، اختفى غاري كولمان، أو ربما ابتعدت عنه الأضواء وهجرته ولم يعد يملك مقومات النجم السينمائي.

ولد كولمان في منطقة زيون بولاية ايلينويز الأميركية في 8 فبراير/ شباط 1968، وكما في المسلسل الذي تسبب في شهرته، فإن كولمان في واقع الأمر طفل متبنى، تبناه الزوجان ويلي وسو كولمان. طفولته كانت صعبة، إذ إنه ولد بكلى مشوهة جعلته يعاني من التهابات كلوية دائمة، الأمر الذي أثر على نموه وأدى إلى صغر بنيته الجسدية. خضع لعمليتي زراعة للكلى، الأولى في العام 1973 والثانية في العام 1984 جعلتاه بحاجة إلى القيام بغسيل يومي للكلى.

بدأت سنوات نشاطه الفني العام 1978، إذ ظهر في العديد من الأعمال التلفزيونية مثل مسلسلي The Jeffersons وGood Times، لكن السبب في شهرته يعود إلى المسلسل الكوميدي الأميركي Different Strokes الذي استمر عرضه منذ العام 1978 حتى العام 1986 وحقق نجاحا كبيرا، والى لازمته الشهيرة في ذلك المسلسل What Chu talking bout, Willis?.

حصل كولمان على دوره في هذا المسلسل بسبب وجهه الطفولي البريء والحس الكوميدي الفطري الذي يمتلكه. وبسبب شهرة المسلسل ارتفع أجره ليصل إلى 70 ألف دولار عن الحلقة الواحدة.

وعلى رغم ذلك تراجعت شهرة كولمان وابتعد عن الفن بعد انتهاء موسم المسلسل، ربما لأنه كبر قليلا حينها ولم يعد يملك الوجه الطفولي الذي جذب المشاهدين.

محاولات أخرى للنجومية

في محاولة لاستثمار شهرته التلفزيونية، عاد كولمان ليظهر في عدد من الأفلام الروائية والتلفزيونية، لكن ظهوره فيها لم يتعدَ قيامه بأدوار هامشية أو كضيف شرف.

من بين تلك الأفلام On the Right Track وThe Kid with the Broken Halo. وقد تم اقتباس مسلسل انيمي من الفيلم الأخير الذي جاء تحت عنوانThe Gary Coleman Show. كان ذلك من انتاج شركة هانا باربرا وتم عرضه العام 1982.

كما أنه ظهر في العام 1994، في حلقة من مسلسلMarried … with Children، ثم في حلقة من مسلسل The Fresh Prince of Bel-Air ولعب فيه بشخصيته الحقيقية، وكان ذلك في العام 1996.

آخر أدواره السينمائية جاء في العام 2003 في فيلم A Christmas Carol

من النجومية إلى حراسة الأمن

في العام 2001 عمل كولمان حارس أمن في أحد المجمعات التجارية في لوس انجليس. وقد سجلت كاميرات المراقبة حينها مجادلة بينه وبين احدى مرتادات المجمع التي حاولت الحصول على توقيعه، لينتهي الأمر بلكم كولمان للمرأة ردا على سخريتها منه. وقد تم عرض ذلك المقطع في عدد كبير من البرامج التلفزيونية، بل تم استثمار تلك الحادثة في لعبة كمبيوتر أثارت الجدل حينها وهي لعبة Postal التي طرحت العام 2003، وقد ظهر فيها كولمان بشخصيته الحقيقية في مجمع تجاري. وبحسب اللعبة فإنه حين يحصل اللاعب على توقيع كولمان، يقتحم رجال الشرطة المجمع التجاري لاعتقاله لجريمة غير معروفة، وهو ما يؤدي الى حصول تبادل عنيف لإطلاق النار. كذلك ظهر كولمان في النسخة الجديدة من اللعبة التي طرحت العام 2005 والتي قدمت تحت اسم Apocalypse Weekend.

في العام 2005، تم اختيار كولمان في المركز الأول على قائمة أفضل النجوم الصغار الى الأبد، والتي كانت تضم مئة اسم.

معارك قانونية

في العام 1989 قام كولمان برفع دعوى قضائية ضد والديه ومدير أعماله السابق اتهمهم فيها بإساءة استغلالهم لوديعة باسمه تفوق قيمتها 8 ملايين دولار أميركي. حصل كولمان على حكم بتعويضه 1.280.000 مليون دولار في العام 1993. وعلى رغم ذلك تم اعلان افلاسه بعد ذلك بستة أعوام.

بعدها، وفي العام 1998، وجهت له تهمة الاعتداء على المعجبة التي طلبت توقيعه وقام بلكمها. كان عذر كولمان هو أنه كان يخشى أن يتعرض للأذى من ترايسي فيلدز، المعجبة التي طلبت توقيعه، ولذلك بادرها بالهجوم.

حصل كولمان على حكم بالسجن مع وقف التنفيذ، كما دفع لفيلدز مبلغا قدره 1.665 دولارا لتعويض نفقات علاجها، عدا عن السخرية منه في بعض البرامج التلفزيونية.

الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا

كان كولمان مرشحا لمنصب حاكم كاليفورنيا وذلك في انتخابات العام 2003، وعلى رغم أنه أعطى صوته لأرنولد شوارزينغر بمجرد أن أعلن الأخير رغبته في الترشح، فإن كولمان حصل على ثامن أعلى نسبة أصوات من بين 135 مرشحا، وقد بلغ عدد الأصوات التي حصل عليها 14.242 صوتا.