العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ

الريشة حينما تحمل «بشائر» الإبداع

تعلن كل ثانية من ثواني اليوم الواحد ولادة شخص جديد إلى هذه الدنيا في كل أرجاء العالم، يعيش أي منهم حياته ويعمّر في الأرض أو يفسدها كيفما شاء أن يكون مستقبله، فيما تكون لصفوة من هؤلاء المئات حول العالم نبوغ ومواهب تولد معهم، تنشأ وتتطور كلما كان الأفق مفتوحا لها، ليكون في مولدهم الإضافة الحقيقية للقيمة الإنسانية في العطاء والإبداع.

بشائر المهدي، الواعدة في مجال الرسم والعمل الفني كانت لها لمساتها على الأوراق وبالألوان منذ الصغر. تعشق الرسم والفن بكل أنواعه، وتسعى لتخلق اسما لنفسها في الساحة الفنية، من خلال تحديد رؤاها وتركيزها لبذل جهد أكبر؛ كي تطور مواهبها اليانعة.

صحيفة «الوسط» وفق رؤية تبني المواهب الشابة كان لها لقاء مع الواعدة في مجال الرسم بشائر المهدي، والذي عبّرت من خلاله عن عشقها الفن بكل أشكاله، فقالت: «إذا قلنا كلمة فن تتشتت أفكارنا بين الموسيقى والرسم والفن في التكنولوجيا الحديثة. لذا فإنني أحب كل هذه المجالات إلى جانب التصوير والتصميم على برامج معالجة الصور (الفوتوشوب) ولكن أكثر هذه المجالات التي تعمقت فيها الرسم، إذ إنني من خلال اللوحة يمكنني أن أؤلف قصة وأدخلها في عمل فيديو، وهي كلها مجالات عملت فيها وأتقنها».

وفي سؤال عن التوقيت الذي استهلت فيه بشائر مسك القلم والرسم به على الورق، ذكرت قائلة: «منذ دخولي الروضة، إذ لأبويّ لمسات فنية وأنا أرث منهما هذه الموهبة، فكان الجميع يثني على ما أقوم برسمه. لذا قررت التخصص في الرسم منذ صغري، حتى إنني كنت أحلم أن تصبح مهنتي في الحياة هي الرسم»، مضيفة «هذه الموهبة تطورت عن طريق الممارسة على الرغم من أنني في مرحلة طويلة من دراستي لم أجد في المدرسة لم أرسم نموذجيا إلى أن بلغت الصف السادس، فكنت أطلع على الرسومات وأقلدها وأتعلم من الأسرة وأبحث في الإنترنت عن أشياءَ جديدةٍ لتطوير موهبتي».

التصوير فن الحياة وعشقها

ولبشائر أيضا موهبة التصوير، إذ من عادتها حمل الكاميرا، والتقاط صور المشاهد التي تقوم عيناها بمسحهما طوال جولاتها التي تفضلها في الأسواق، فتعلق على هذا الموضوع: «عندما أذهب إلى الأسواق الشعبية، وعلى رغم الحر الشديد، أسعد بالتقاط الصور لما هو غير مألوف كرجال السن وملامحهم الغنية بالتجاعيد»، مبدية امتعاضا من قلة التركيز على المواهب الفنية في المدارس، وأكدت استعانتها بمدرّس خاص في الرسم حتى بلغت المرحلة الثانوية، التي برزت من خلالها بشكل أكبر.

«المرحلة الإعدادية لم يكن الرسم موجودا فيها، ولكن المرحلة الثانوية كان فيها فرصة أكبر، في الإعدادية لم يكن هناك اهتمام، إلا أنني سعيت بعد ذلك للمشاركة في المسابقات والفعاليات؛ مما أكسبني خبرة للانطلاق، وفي الثانوية تعلقت بالمرسم على رغم عدم وجود الرسم ضمن خطتي الدراسية في العام الأول، إلا أنه فتح لي المجال للاشتراك في المزيد من المسابقات، إذ كان فوزي في مسابقة (معا لحماية أفضل) بالمركز الأول خير دافع للمواصلة. حينها كرمني وزير الصناعة والتجارة والصناعة حسن فخرو، ومن هذا الموقف انفتح لي باب جديد، فقررت أن أبدأ الرسم للآخرين على حين كانت نظرتي هي الرسم من أجل الاستمتاع دون الاهتمام بمن سيشاهد ما سأرسمه».

تقول بشائر: «كانت المدرسة ثريا حماد من مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات تدعم الكثيرات في مجال الرسم، ونحن تواصلنا معها على الخط، إذ الموهبة كانت موجودة، ولكنها ساعدتني على إنمائها، وهي كانت مثال الشخص الذي يحتضن المواهب، وبعد لقائي إياها بدأت نقطة التحول وبدأت أتخذ أسلوبي في رسم البورتريه والجداريات واللوحات، حتى صار عندي هوية ووضعت أسسي الخاصة في الرسم وبدأت السير عليها».

وتنزع بشائر المهدي حاليا للرسم السريالي، وتتردد على المعارض الفنية كلما تسنت لها الفرصة كي تتعرف إلى ما هو جديد في مجال الفن، وتقول: «أكثر الاطلاع عن طريق الإنترنت، وبالنسبة للتصوير أزور مواقع الصور وأتعلم من خلال الاطلاع».

وتأتي أبرز التجارب التي مرت بها بشائر المهدي خلال مسيرتها المتواضعة في طريق الفن زيارتها المملكة المتحدة ضمن برنامج «Offscreen» ممثلة البحرين في برامج «التبادل الثقافي والحضاري» الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني.

عن البرنامج تقول: «جاء ذلك في فترة امتحانات نهائية، إذ تم توزيع مطوية دعائية عن مسابقة في الرسم، يترشح الفائز فيها للمشاركة في برنامج ثقافي في المملكة المتحدة، فقررت أن أنجح في هذا التحدي وشاركت بلوحة كانت كما يتطلب البرنامج تدمج بين الحضارتين، البحرينية والبريطانية لكوني أمثل البحرين، إلى جانب الاتصالات والمواصلات، فقطعت من الصحف والمجلات معالم وصورا من البحرين وبريطانيا، ورسمت صورة فتاة تحمل الملامح البحرينية وهي ترتدي غطاء الرأس التقليدي، إلى جانب التاج الملكي البريطاني، وقمت بتركيب الصور والمعالم وأخرجت لوحة كانت الفائزة في المسابقة وترشحت بسببها للمشاركة في البرنامج».

بشائر عضو في جمعية المرسم الحسيني، ولها من خلاله العديد من المشاركات والأعمال الفنية، وتحضر المعارض ولكن أبرز معروضاتها كانت في معارض وزارة التربية والتعليم.

تقول بشائر: «تعلمتُ أن أتعلم من الناس وأحافظ على أسلوبي، وحاولتُ لفترة أن أقلد الأساليب الأخرى ولكنني تشتت، فصرت أسمع للناس ولكن لا آخذ كلامهم كأولوية في أعمالي التي أقوم بها».

تختتم الحديث بالقول: «الدعم والتشجيع أجدهما دوما من والديّ، سواء المادي أو المعنوي، والمعوق الوحيد لي هو الحياة الجدية، لأن الفن لن يصبح وظيفة، بل يجب أن أسعى لأؤمن لي المكان المناسب الذي أستطيع منه الانطلاق في عملي الفني».

العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً