«تعلن إحدى وزاراتنا وجود وظائف شاغرة في قسم كذا وكذا وكذا، وتحت الدرجة الوظيفية كذا وكذا، فعلى الراغبين في الحصول على هذه الوظيفة المسارعة في تقديم السيرة الذاتية إلى ديوان الخدمة المدنية أو على عنواننا الموجود أسفل الإعلان أو على البريد الإلكتروني الخاص بنا، وعلى الراغبين في الاستفسار عنها الرجاء الاتصال على الخط الساخن الموجود في الأسفل أو على أرقامنا كذا وكذا، في مدة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ صدور الإعلان».
عرضت الوزارة المعنية (القريبة من الناس) منذ ثلاثة أشهر هذا الاعلان في الصحف المحلية؛ لسد النقص لديها في بعض الوظائف، فما كان مني وصديقتي - من الطائفة الشيعية - إلا أن انجذبنا الى هذا الاعلان، طمعا منا في الحصول على الوظيفة المرموقة، وبالتالي تحسين وضعنا المادي والاجتماعي.
ولكن ما إن وصلنا الى ديوان الخدمة المدنية حتى استقبلنا موظف الاستقبال، وأخذ منا سيرتينا الذاتيتين، لتأخّرنا عن الوقت الذي تؤخذ فيه الطلبات في القسم المعني بذلك، فسألته صديقتي وهي في حذر عن عدد الذين تقدّموا الى تلك الوظيفة، فقال إنّه لا يعلم، فسألناه مرة أخرى عن مدى احتمال حصولنا على هذه الوظائف، فردّ علينا بجواب لبق كله استنكار، وقال لصديقتي: أنتِ شيعية. ثم التفت إليّ وقال: أعتقد أنّك لا تنتمين الى احدى الجمعيات السياسية المتأسلمة، فإذا أنتما الاثنتان لن تحصلا على الوظيفة.
انزعجنا كثيرا من جواب هذا الموظف، ولكن فكّرنا في أن هناك احتمال مبادرة الوزارة للتغيير، وخصوصا بعد قراءة سيرتينا الذاتيتين اللتين تحملان خبرة في التخصص نفسه.
وفي اليوم التالي اتصلنا بإحدى الموظّفات المسئولات في ديوان الخدمة المدنية عن تسلم سيرتينا، للتأكد من وجود الطلب وإيصاله الى الجهة المعنية، وعندها تبادر لي أن أسأل هذه الأخت عن عدد المتقدمين لهذه الوظيفة، فأجابت أن المتقدمين قليلون جدا، وأن هناك فرصة لننجح في المقابلة الشخصية.
أخذنا نحلم أنا وصديقتي بهذه الوظيفة المرموقة، وأخذنا نتصل ببعضنا للتفكير في المقابلة الشخصية والأسئلة التي ستُسأل لنا، وأخذنا نُعِدّ العدة ونخط الخطى لتجديد معارفنا أكثر مما لدينا.
ولكن الأيام مرّت وتلت واعتقادنا باتصال الوزارة أصبح ضئيلا، وحلمنا بتحسين وضعنا الاقتصادي والاجتماعي تبخّر، حتى إننا بتنا نفكّر في الواسطة التي لم نجدها الى الآن.
فاتصلت صديقتي بالوزارة، وطبعا أخذ الاتصال أياما وأياما حتى وجدنا أخيرا من يرد علينا، فلما سألت الموظف الذي ردّ عليها عن الطلبات وعن سيرتينا الذاتيتين المنحوستين، جاوبها باستهزاء وقال: لا تنتظروا شيئا، ترى الطيور طارت بأرزاقها لإحدى الجمعيات السياسية المتأسلمة!
تصوروا طارت الطيور بأرزاقها، وخاصة انَّ تربّع مرتزقة احدى الجمعيات في هذه الوزارة المرموقة جعلها ضعيفة في آليات اختيار الأشخاص المناسبين، وبالتالي تجد الكثير من الطيور الغريبة والعجيبة المحسوبة على بعض الجمعيات قد حطّت واستقرّت فيها.
إن الغرض من الاعلان هو الحصول على أكبر قدر ممكن من الطلبات، ومن ثم تأكيد أحقية الحصول على المركز الوظيفي يتم بعد فرز الطلبات والمقابلات الشخصية ذات الشفافية والصدق، وبعد ذلك يتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وليس المحسوب على هذه الجمعية أو تلك الجماعة.
نتمنى من جميع وزاراتنا أن تكون صريحة، بحيث ترينا على من رست الوظائف التي يتم عرضها في الاعلانات، وتبيّن لنا توافق الشروط المعلنة مع الذين فازوا بتلك المراكز.
ومرة أخرى نرجو من الوزارات عموما عدم عرض اعلانات زائفة في الصحف، وتوفير المبلغ لإعلانات تستفيد منها في أمور أخرى، إذا كان في نيّتها توظيف «بعض الناس» المحسوبين على الجمعيات أو الواسطات، أو إذا كانت هناك أسماء موجودة مسبقا لشغل هذه المراكز!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ
للأسف هذا هو الواقع المرير
هذا هو حال وزارات الدولة ومؤسساتها عندما يتقدم إليها بحراني فإنه لن يوظف حتى ولو أمتلك الدكتوراه وفي النهاية سوف يوظفون من يريدون حتى بدون شهادة
والله حرام
الله يهديه الّي استقبلكم بهذه الكلمات الكريهة. أتمنى إنكم تحصلون على هذه الوظائف المرموقة. أدعي لكم بالصبر و الثبات. , ادعي للمستقبل بالهداية.