العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ

الصحف تعتمد على الفيديو بدلا من الصور في المستقبل

بعد ظهور الورق الإلكتروني تعالت الأصوات المطالبة بتغيير الشكل التقليدي للصحف الورقية، وهو ما دفع العلماء للاستفادة القصوى من هذه التقنية لاستحداث أشكال جديدة.

وفعلا قام فريق من الباحثين في جامعة لشبونة البرتغالية بتطوير تكنولوجيا لخدمة الصحف، إذ ستحوي الصحف الورقية مستقبلا على ملفات فيديو بدلا من الصور الثابتة.

وتأتي هذه الفكرة بعد نجاح الباحثين في ابتكار ترانزستور ورقي، ما أتاح لهم طباعة هذا الترانزستور على الورق بدلا من الزجاج والسيليكون.

وأشار الباحثون إلى أن الترانزستور الورقي سيضمن أداء أفضل مقارنة بالجيل القديم من الترانزستورات، وسيصبح الورق الجامد أكثر ذكاء لكونه سيحتوي على وظائف إلكترونية ستستعمل في بطاقات السفر وملفات المرضى.

ودخل الورق في شكله التقليدي المعروف في غبار منافسة شديدة قد تهدد وجوده المستقبلي بعد ظهور ما يطلق عليه «الورق الإلكتروني» الذي ظل ما يقرب من عقدين مجرد حلم لم يرق إلى الواقع إلا أخيرا.

وظل حلم إنتاج الورق الإلكتروني يراود العلماء لنحو عقدين من الزمان، وعلى رغم أن هذا الحلم كان هدفا صعب المنال، فإن العلماء نجحوا أخيرا في ابتكار هذا النوع من الورق.

ويرجع تاريخ فكرة الورق الإلكتروني إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، عندما بدأ أحد مراكز الأبحاث التابعة لشركة زيروكس في تطوير نوع جديد من الورق إلا أن المشروع لم يستمر وقررت الشركة إيقافه في نهاية العام 2005.

وتعتبر شركة سوني اليابانية أول مَن استخدم هذه التقنية تجاريا في أحد منتجاتها العام 2004. ويقوم حاليا عدد من الشركات الأخرى باستخدام تقنية الورق الإلكتروني في منتجات جديدة مثل الهاتف المحمول والساعات اليدوية والملصقات الدعائية وفي أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية. كما تقوم إحدى الشركات بتطوير لافتات طرق في أوروبا باستخدام هذه التقنية حيث يمكن لسائق السيارة أن يقرأها من أية زاوية وفي أية إضاءة.

وهناك أيضا تطبيقات عسكرية، فقد قدّم الجيش الأميركي منحة بـ 43 مليون دولار لجامعة أريزونا لتطوير وحدات خاصة لأفراد الجيش باستخدام هذه التقنية، ويمكن أيضا أن يستخدم الورق الإلكتروني في شاشات الحاسب الشخصي أو المحمول.

ومن المعروف أن الشاشات الحالية هي أكثر وحدة في جهاز الكمبيوتر تستهلك طاقة، ولذلك جاءت فكرة أن نستبدل بها شاشة بلاستيكية رقيقة من الورق الإلكتروني ستوفر طاقة كبيرة وتكون أكثر مناسبة للبيئة، وأيضا أكثر راحة لعين المستخدم، ولكن لاتزال هناك عقبات أمام الاستخدام العملي للورق الإلكتروني في هذا المجال؛ لأن سرعة تحديث البيانات على الورقة في التقنية الحالية لاتزال بطيئة نسبيا ما يجعلها غير مناسبة لعرض صور متحركة أو فيديو مثل الشاشات الموجودة الآن.

ويفتح الورق الإلكتروني المجال واسعا لاستخدامات جديدة، فالصحف والمجلات والكتب والموسوعات ستكون كلها قابلة للتحديث إلكترونيا، بل إنه يتم دراسة استخدام الموجات اللاسلكية مثل موجات الراديو في بث البيانات الجديدة، فتصلك آخر الأخبار أولا فأول في جريدتك الورقية الإلكترونية.

والهدف من استخدام الورق الإلكتروني هو عرض نصوص إلكترونية على ألواح مرنة لها مظهر وملمس الورق العادي، يمكن جمعها على شكل كتاب أو صحيفة أو مجلة بصفحات إلكترونية، ويمكن تحميل هذه الألواح البلاستيكية المرنة بنصوص إلكترونية، من الإنترنت أو عبر استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد فيما بعد.

وقد حققت تكنولوجيا الورق الإلكتروني أخيرا تقدما جديدا في مجال صناعة نموذج لشاشة عرض إلكترونية مرنة، وقام مخترعون أميركيون بعرض نموذج أولي لحاسب محمول يعمل بشاشة ‏12‏ بوصة من الورق الإلكتروني بدرجة وضوح تصل إلى ‏800x 600 بيكسل‏، و «البيكسل هو أصغر وحدة تستخدم لقياس درجة وضوح الصور والعروض الإلكترونية»، في مؤتمر عقد بمدينة «سان جوس» بولاية «كليفلاند» الأميركية.

والتكنولوجيا نفسها قدمتها أيضا شركة تحمل اسم‏ «‏إي إنك»‏، وقال المخترعون إنه على رغم أن النموذج الحالي يعرض صورا بكثافة تصل إلى عدة مئات من البيكسلات فقط، ولكنه يثبت إمكانية صنع شاشات عرض كبيرة بكلف زهيدة.

ووجد الباحثون وسيلة زهيدة الثمن لإنتاجه على نطاق واسع، واستخدم هؤلاء طريقة الطباعة المطاطية البسيطة لطباعة هذه الصفحات خارج الأجواء المخبرية المعقمة التي عادة ما تصنع فيها الرقائق الإلكترونية.

ويعكف العلماء حاليا على تطوير ورق يحتوي على بيكسلات أكبر عددا من النموذج الحالي، وبذلك يمكن عرض كل الكتاب صفحة صفحة على ورقة واحدة وبصورة واضحة جدا.

وحتى الآن لا يمكن الكتابة على الورق الإلكتروني، باعتبار أن «البيكسلات» تعمل كهربائيا، ولكن يمكن صنع قلم إلكتروني مشحون كهربائيا كي يقوم بهذا العمل. وبحسب «جون روجر» مسؤول المختبرات في شركة «بيل» الأميركية التي تطور المشروع بالاشتراك مع شركة «إي إنك إلكترونيك» لإنتاج الحبر الإلكتروني فإنه لا توجد عوائق تقنية أساسية في سبيل تحقيق ذلك؛ لأن جميع المكونات اللازمة متوافرة حاليا.

ومن المتوقع أن تكون أولى تطبيقات هذا الإنجاز التكنولوجي المهم تطوير إشارات إلكترونية متعددة الأغراض، منها مثلا لوحات عرض كتابات ورسوم يمكن التحكم بها من بعد، ويتم استخدامها في أساليب الدعاية والإعلان، ويعتبر هذا الإنجاز الأخير البداية في مشوار طويل سيشهد نقلات نوعية كبيرة في هذا الميدان.

العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً