أكد عدد من القصابين في سوق المركزي بالمنامة أن أعدادا كبيرة من المواطنين السعوديين يشترون كميات كبيرة من اللحوم المدعومة حكوميا المطروحة في السوق ويصدرونها للملكة العربية السعودية. وقالوا إن «عملية التصدير بالطريقة غير المباشرة تؤثر بالسلب على السوق المحلي في البحرين، وتتسبب في شح اللحوم المطروحة في السوق للاستهلاك المحلي».
وأضاف القصاب حسين القصاب أنه «لوحظ في السوق المحلي خلال اليومين الماضيين توافد أعداد كبيرة من السعوديين لشراء اللحوم المدعومة حكوميا بطريقة غير معهودة سالفا، وهي لحوم الأغنام الأسترالية والأبقار، لأن اللحوم المدعومة المتوافرة في البحرين تمثل نحو نصف السعر بالنسبة إلى اللحوم الأسترالية نفسها المتوافرة في السعودية، وكذلك لحوم الأبقار، إذ يباع الكيلوغرام الواحد من لحم الأغنام الأسترالية في السعودية بأكثر من دينارين ونصف، في الوقت الذي يباع في البحرين بدينار واحد فقط، وكذلك في بالنسبة إلى لحوم الأبقار التي يباع الكيلوغرام الواحد منها في البحرين بـ 1.200 فقط، في حين تباع بضعف المبلغ تقريبا في السعودية».
وأوضح القصاب أن «القصابين في السوق المركزي بالمنامة كانوا يكتفون بخمس إلى 7 ذبائح على الأكثر يوميا لتغطية حجم الطلب على اللحوم لزبائنهم اليوميين بمن فيهم أصحاب المطاعم والفنادق»، مبينا أن «الوضع الآن أصبح مختلفا تماما، فلا يتسلم غالبية القصابين سوى نحو 10 ذبائح يوميا ولا تكفيهم لتغطية الطلب اليومي بسبب شراء السعوديين كميات كبيرة من اللحوم وتصديرها لخارج البلاد، إذ سيساهم ذلك بطريقة أو بأخرى في شح اللحوم بالأسواق المحلية». ونوه القصاب إلى أن «مراقبي إدارة حماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة لا يعطون المجال للقصابين ببيع كميات اللحوم المتوافرة على المستهلكين البحرينيين والعملاء الدائمين لديهم، ويشددون على بيعها فورا في السوق وعدم تخزينها أو وضع بعض منه في الثلاجات، الأمر الذي يعطي الفرصة للسعوديين من هذه العملية للاستفادة من اللحوم المدعومة، في الوقت الذي قد ينقص اللحم على العميل البحريني الدائم الذي قد لا يستطيع الوصول إلى السوق وشراء اللحوم ويفضل توصيلها إليه من قبل القصاب».
وطالب القصابون وزارة الصناعة والتجارة والجمارك البحرينية بـ «ضرورة اتخاذ إجراء سريع لتلافي أزمات متوقعة في اللحوم التي تطرح يوميا في الأسواق، على اعتبار أن الكميات المتوافرة لدى شركة البحرين للمواشي بالكاد تسد النقص وتتجنب الأزمات».
هذا، وتوافرت كميات كبيرة من اللحوم في السوق المركزي بالمنامة منذ صباح أمس (الثلثاء) ولم يحدث أي نقص في الكميات المطروحة في السوق إلا بنسب طفيفة بسبب حجم الطلب. في الوقت الذي شددت وزارة الصناعة والتجارة رقابتها على القصابين لمنع حدوث أي احتكار أو تلاعب في أسعار اللحوم الأسترالية المدعومة حكوميا، ووفرت عددا من المفتشين في السوق خلال عملية البيع في وقت الذروة
العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ