العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ

فتافيت رمضانية

في ختام بحثها عن الجديد والممتع في الفضائيات العربية خلال شهر رمضان المبارك... رصدت لكم «ألوان الوسط» الآتي:

برافو... شهد الياسين

النجاح الكبير الذي حققته الفنانة شهد الياسين في مسلسل «نعم ولا» ومن قبله عدد من الأعمال المحلية والخليجية، جعلها تعيش في قلق دائم بحثا عن دور جديد، وشخصية جديدة تكشف فيها عن المزيد من موهبتها الفنية وتقدم عطاءها بتجدد، وتثبت فعلا أنها فنانة تمتلك الموهبة وتحسن اختيار أدوارها، وقبل ذلك كله أنها مخلصة في عطائها.

شهد الياسمين تتطور بشكل يسعد جمهورها، ويدعونا كوننا متابعين ونقادا إلى أن نرفع لها القبعة مباركين هذه النقلات المتطورة في مسيرة فنانة سيكون لها كبير الشأن عبر مشوارها الفني.

نحن نرصد شهد هذا العام عبر مسلسلين، الأول هو مسلسل «ريح الشمال» للكاتب البحريني جمال الصقر والمخرج مصطفى رشيد، وتجسد فيه شخصية «نورة» ابنة النوخذه الشرير القاسي، وهي فتاة قوية جميلة وتدافع عن حقها في الزواج ممن تحب. أما المسلسل الثاني فهو «ظل الياسمين» للمخرج أحمد يعقوب المقلة والكاتبة وداد الكواري، إذ تقدم لنا في هذا العمل تلك الفتاة المسحوقة، تحت جبروت الجد الذي يمثل التقاليد البالية، ولاحقا الزوج الكبير في السن، والقادم عبر زواج يعتمد على المصلحة والمنفعة من قبل الجد، وهي أيضا الأم الشابة الحريصة على ولدها وتربيته ليكون زاد الزمن... والسنوات والمستقبل.

«ياسمين» شخصية كتبت بعناية من قبل وداد الكواري، وحينما تلقفتها شهد استوعبتها، وجعلتها تذهب إلى داخلها، تحتويها، لتعيد تقديمها بفهم شديد الحساسية ومشبع بالشفافية المفرطة، وبأداء لا يمكن إلا أن يقال عنه إنه متميز وأخاذ... أداء يبتعد عن التكلف والمبالغة، والملامح تبحر بكل تفاصيلها، حتى رمشة العين والالتفاتة، وتذهب إلى مواقع موجعة من الحزن والألم... وشيء من التفاؤل بالخلاص من أتون ذلك الجد. لهذا الأداء المتميز نقول لشهد الياسين «برافو» ونراك في أعمال درامية أكثر واقعية في الأعوام المقبلة، شرط أن تبقي على ما أنت عليه أو أن تسعي إلى الأفضل، من دون أن تلتفتي خلفك أو تعودي أدراجك.

«جامعة أي شي»... قمة الإسفاف

لم أر في حياتي أسوأ من المسلسل التلفزيوني «جامعة أي شيء» بل أن كلمة «أسوأ» تبدو قليلة وبعيدة عن وصف الحالة التي يعيشها هذا العمل، الذي ينزلق إلى درك بعيد من الإسفاف والارتجال... مع ملاحظة أن هذا المسلسل يفترض أن يعالج موضوع التدريس والتربية في الجامعة.

ولكن حقيقة الأمر هي السذاجة والتسطح والاعتباط، وكل المفردات البعيدة عن الحرفة واحترام الذات الفنية. ونستغرب أن يتورط في هذه التجربة، عدد من الأسماء والكوادر الفنية التي ذهبت بعيدا في لعبة الإسفاف والابتذال الفني، والحديث هنا يعتمد على متابعة لجملة الحلقات التي عرضت على مدى الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، إذ الحلقات تزداد سوءا، والمشاهد تغرق في الارتجال والابتذال، والكلام والتصرفات البعيدة عن طرح تربوي واجتماعي.

طلبة في قمة الفوضى... هيئة تدريس لا يمكن أن تكون حتى في الخيال... مدير جامعة حدث ولا حرج... فعلى أي المعايير تم اعتماد هذا العمل نصا وإخراجا وتمثيلا؟!... ثم كيف يرضى هذا الفريق بأن يقدم مثل هذا الاعتباط والاستنزاق والاستسهال والفوضى؟!... للجامعة مكانتها وقيمتها واحترامها... وللحرفة الفنية أيضا تقاليدها ومعدلاتها التي لا يمكن الانحراف عنها.

«شر النفوس»... تمثيل كارثي

الفنان نايف الراشد وكعادته، عادة ما يأتي بأفكار تثير جدلا في الساحة الفنية، وربما العيب ليس في الأفكار وإنما في طريقة طرحها. هذا العام قدم لنا مسلسل «شر النفوس» وهو عمل يتمحور حول «سيف» (نايف الراشد) الشاب الثري الذي يتسلم شركة والده بعد وفاته، وشخصية «شيماء» (مونيا) وهي مذيعة جميلة ومغمورة تقوم هي وعائلتها باستخدام «السحر» للسيطرة على «سيف»، إذ تتبدل شخصيته تماما فيغدو مثل التابع لها ولعائلتها وتتحول زوجته الجميلة في عينيه إلى أبشع صورة.

من دون الدخول في تفاصيل المسلسل، وعلى رغم أنه ربما للمرة الأولى نشاهد مسلسلا يتطرق إلى موضوع السحر بهذا الشكل الجاد، وعلى رغم أننا لسنا مع الرأي الذي يقول إن هذا المسلسل والآخر «عيون الحب» سيفتح عيون الناس على السحر ويغدو ملجأ لكل ضعيف نفس، نحن لسنا مع هذا الرأي لأن الناس تعرف السحر وشروره من أيام الجاهلية، ولم يتوقف الخوض فيه حتى يومنا هذا! على العكس من المهم أن نرى كيف يكون الشخص المسحور وكيف نتعرف عليه، وإن كان المسلسل لم يوفق تماما في نقل هذه الصورة، إلا أن الأهم من ذلك هو هشاشة السيناريو والحوار، فالأحداث خارج عائلة «شيماء» و «سيف» غير مقنعة إطلاقا وملفقة بشكل واضح، فعبير (أمل العوضي) ابنة خالة سيف وهي طبيبة تصدق كذبة عن صديقتها الصدوقة (الجوهرة) من شخصية تتفق الاثنتان على سوئها، بل أنها لا تسمح لها حتى بالنقاش ولا توضيح وجهة نظرها، ثم حين تلعب الشخصية ذاتها مع صديقتها اللعبة ذاتها لتشككها في عبير فتصدقها مباشرة وهي تعرف مدى سوئها! أين هي صداقتهما المتينة ولم تستمع إحداهما إلى الأخرى وتحكم عليها مباشرة لتنقلب الصداقة إلى عداوة؟!... هذه وغيرها نقاط ضعف كثيرة مثل أن سوسن تطلب من «رفيقها» أن يزعج عبير ويشوه سمعتها فيوافق من دون حتى أن يسألها لماذا؟ هذا أولا، ثانيا: ما هذه الأطنان الهائلة من المكياج للممثلات وهن جميعا طبيبات، أي فراغ روحي وفكري لهؤلاء الطبيبات وهن «من صباح الله خير» وجوههن مصبوغة بمكياج سهرة كامل ورموش صناعية وظلال فاقعة، وملابس لم أر في حياتي طبيبة تلبسها في مستشفى «برمودا... شدعوه»؟! وليس هذا فقط، بل أن عبير (أمل العوضي) تضع هذا المكياج الفاقع في أول حلقة وهي في عزاء زوج خالتها؟!

أما الأداء التمثيلي فحدث ولا حرج، فأمل العوضي تمارس يوميا لعبتها بأعصابنا مع أخيها عند الباب: «وين بتروح؟ تعال هنيي أقولك ترى بعلم أبوي»، ولو أرجعنا هذا إلى رداءة السيناريو والحوار فإننا لا يمكن أن نغفل أن أمل لا علاقة لها بالتمثيل قدر أن تبقى مذيعة تبدل وتغير في ملابسها ومكياجها كيفما تشاء.

أما الكارثة الأكثر «شيماء» أو مونيا، فلا أعرف أي أعمى هو الذي رشحها لأداء أهم دور في العمل، وما الإمكانات التي تمتلكها حتى تأخذ دورا بهذا الحجم، وهل هذا المط والبطء في الكلام هو «الغنج» الأنثوي كما يتوهمونه، لدرجة أنك تستطيع أن تذهب للغرفة الأخرى وتحضر ما تشاء منها ثم تعود وهي لم تُنه جملة واحدة من «الدلع»؟! أسوأ ما في العمل هو اختيار ممثليه... ويكاد ينجو من هذا السوء الفنانة الكبيرة أسمهان توفيق في دور الأم، وهبة الدري في دور الزوجة.

العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً