الخطوة التي أقدمت عليها الجمعية الأهلية لدعم الثقافة والتدريب المهني بإنشاء صندوق لدعم الطالب الجامعي البحريني المحتاج خطوة كبيرة وتستحق كل التقدير والاحترام بل الدعم لما يقدمه هذا المشروع من خدمة لأسر كثيرة بدأت في التفكير بشأن كيفية دعم أبنائها خلال مشوارهم التعليمي الجامعي في ظل موجة الغلاء التي تجتاح المنطقة والعالم.
كما أن خطوة اللجنة المنظمة لمعرض عالم المهن بتخصيص الفائض من إيرادات المعرض لدعم هذا المشروع هي خطوة على الطريق الصحيح لتشجيع مختلف الجهات الحكومية والأهلية لتقديم دعمها المالي لهذا المشروع في سبيل مساعدة المحتاجين.
قد تكون المئة ألف دينار أو أقل بقليل والتي سيضخها معرض عالم المهن لصندوق دعم الطالب ليست بالمبلغ الكبير القادر على مساعدة جميع طلبة البحرين المحتاجين، إلا أنها خطوة في مشوار الألف ميل، فكم شركة أو جمعية أو مؤسسة خيرية تقوم بالعمل ذاته في دعم الجامعيين، ماذا لو وجد مشروع واحد يجمع الجميع فيه ويقدم الدعم للجميع على أسس ومعايير واحدة بعيدة عن أي حسابات مناطقية أو فئوية أو طائفية؟
توجد في البحرين جهات عديدة تقدم الدعم للجامعيين ولكل جهة معاييرها الخاصة بها وأنظمتها الخاصة، ولكننا في الوقت الراهن في أمس الحاجة إلى مشروع واحد يجمع الجميع يقدم الدعم للجميع على أساس واحد فقط هو أن المتقدم محتاج وبالتالي يجب دعمه ليكمل مشواره التعليمي.
مشروع الجمعية الأهلية لدعم الثقافة والتدريب مشروع رائع جدا وحاز على موافقة وزارة التنمية الاجتماعية، وبالتالي أصبحت له الصفة الرسمية، بل له مجلس أمناء منتخب ومكتب تنفيذي ورقابة مالية وإدارية، وبالتالي فإن هذا المشروع إذا ما تحقق له النجاح والاستمرار سيحقق نقلة نوعية في مجال دعم الطالب البحريني على أساس المواطنة بعيدا عن أي حسابات آخرى.
ما نحتاجه الآن أن تتكاتف الجهود وتتوحد في سبيل جمع كل الأموال التي تقدم من مختلف الجهات لدعم الجامعيين في صندوق واحد فقط وضخها لكل المحتاجين وفق معايير وأسس واحدة يمكن أن تطبق على الجميع وعبر لجنة أو فريق بحث اجتماعي قادر على تقصي الحقائق بشأن مدى احتياج هذا الطالب للدعم ومن ثم مساعدته.
مشروع الجمعية قد يتطور، وقد يدخل في شراكة حقيقية مع صندوق دعم الطالب الذي أقرته لجنة الخدمات بمجلس النواب، وذلك من أجل إضفاء صبغة أهلية على مشروع النواب الذي ستوكل مهمة تنفيذه إلى وزارة المالية، إن حاز على موافقة الحكومة بعد ذلك.
من المهم جدا أن يخرج هذا الصندوق من مظلة السلطة التنفيذية ويوكل مهامه إلى جهة شبه رسمية بها شراكة حقيقية بين الجهات المعنية لتصبح إدارته أكثر فاعلية وقادرة على كسب الصدقية بين أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم.
الجمعية الأهلية لدعم الثقافة والتدريب وضعت الفكرة وبدأت في تنفيذ المشروع ويجب على الجميع الآن التحرك للم الصفوف وتوحيد الجهود في صندوق واحد لدعم الطلبة الجامعيين المحتاجين.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ