العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ

درس الغسرة (منوعات)

أريج عبدالله comments [at] alwasatnews.com

قد يكون من غير المناسب الحديث عن العداءة البحرينية رقية الغسرة في هذا العمود الفني والتي تأهلت في التصفيات الأولى في أولمبياد بكين وخرجت منتصرة بحجابها في الدور قبل النهائي لسباق العدو 1500 متر بفارق 5.1 ثوانٍ خلف منافستها التي احتلت المركز الرابع في مجموعتها وتأهلت للنهائي، بَيْد أن تعليق قارئة من قرّاء «الوسط» ربط فحوى وماهية هذا العمود بطريق مباشَرة برقية الغسرة، إذ أشار التعليق إلى مدى فخر نساء البحرين بما حققته الغسرة التي يكفيها شرف المحاولة ويكفيهن شرف كونها مثلت أنموذجا صحيحا للمرأة البحرينية القادرة على تخطي كل الحواجز والخطوط الحمراء وتحقيق الانتصار والنجاح تلو النجاح دون تقديم التنازلات والمساس بهويتها وتقاليدها وأصالتها.

وركز التعليق على مقارنة بعض النماذج الفنية في الساحة البحرينية بنموذج الغسرة، وإلى أي مدى ساهمت بعض الأعمال البحرينية في تشويه صورة المجتمع البحريني عموما والمرأة البحرينية خصوصا.

ومع قرب حلول شهر رمضان سنرى بأم أعيينا مدى واقعية هذا التعليق، ففي الوقت الذي تعلن الغسرة أن «امرأة البحرين» قادرة على الوقوف أمام العالم بحجابها وحمل علم بلدها، نرى مسلسلات رمضانية لا تكف في كل عام عن ضخ حزمات النرجسية وتصوير المرأة البحرينية على أنها امرأة لعوب ترتاد الملاهي والفنادق تارة أو ضعيفة الشخصية تارات أخرى، ضاربة كل النماذج المثمرة في هذا البلد كالوزيرة وعضو الشورى وعضو البرلمان والمعلمة والطبيبة والمرأة الكادحة الفقيرة عرض الحائط كأنها لم تكن، وكأنما لا توجد في البحرين سوى تلك النماذج التي لا تكون إلا في مخيلة كاتب تلك الأعمال الركيكة.

نموذج الغسرة يرمي «حصوة ملح» في عين كل من لا يعي خطورة تمثيل الوطن ولاسيما في وسائل الإعلام التي تعد نافذة وعينا يطل بهما العالم من بعد علينا، فختاما «ليكن درس الغسرة درسا لا ننساه عندما نكون في موقع تمثيل بلدنا».

العدد 2180 - الأحد 24 أغسطس 2008م الموافق 21 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً