منذ إعلان إحدى الصحف الأميركية القبض على عصابة من ثمانية أشخاص في ولاية واشنطن الأميركية، وأن من بين الذين اشتروا هذه الشهادات عدد من البحرينيين، والرأي العام البحريني يتحدث عن هذه الحادثة بصفتها مؤشرا إلى ظاهرة استفحلت كثيرا في البحرين. وقد تحدث معي مواطنون عن هذه المصيبة وبعثوا بمعلومات عن أشخاص يحملون شهادات جميلة الطباعة، لكنها فارغة المحتوى، إذ إن الشكوك تدور حول صاحبها الذي لا يعرف شيئا عن المواد التي من المفترض أنه درسها من أجل الفوز بالشهادة.

ولعل شبكة الانترنت سهلت في السنوات الأخيرة الحصول على الشهادات المزيفة، إذ تتمكن العصابات من طرح منتجاتها على مواقع عدة، ويمكن لمن ضعفت نفسه أن يحصل على شهادة تصله وهو جالس في منزله. أحد المواطنين قال إن شخصا ليس لديه بكالوريوس اختفى فترة وجيزة ثم عاد حاملا شهادة دكتوراه، بل ويصر الآن على أن يضع لقب دكتور في مقدمة اسمه أينما حل.

يبد أن سوق الشهادات المزيفة أصبحت أكثر رواجا وانتشارا مما كنا نعتقد، فالتزييف في زمن الانترنت أصبح سهلا للغاية. وهناك الآن جامعات كأنها دكاكين مسجل لديها جيش من الطلاب الذين لو حضروا إلى الصفوف لتهرأت الجدران التي لن تحتمل وجودهم، وهذه الجامعات انتشرت كثيرا وهي توزع شهادات في كل التخصصات التي يحلم بها البشر.

ولا ندري إن كان من يعلق شهادة في مكتبه مهندسا أم طبيبا أم محتالا!... ولا ندري إن كان عدد من المسئولين الذي يترقون إلى الأعلى كل يوم لديهم فعلا الشهادات التي يترقون على أساسها أم لا. في الماضي كان الوضع أسهل، ومن لديه واسطة يصل إلى ما يشاء، ثم أضيف إلى الوساطة التمييز على أسس شتى... ولكن الآن فوق كل هذا وذاك، فإن حامل الشهادة ربما يحمل مصائب جهله وخداعه وغشه ويرميه على الناس.

ربما يكون أفضل شيء فعلته الجهات الرسمية في البحرين هو الصمت، لأن الكلام قد يوضح أن الظاهرة أصبحت سرطانا أو كما عبر عنه أحدهم «تسونامي» يزلزل البحر والأرض.