العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ

حرب الجلابيات! (منوعات)

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

لم يبق على شهر رمضان الكثير، فما هي إلا أيام معدودات ويقبل علينا الشهر الكريم بخيراته. إن عدت بذاكرتك لرمضان في العام 2007، وتحديدا ما رأيته على شاشة التلفزيون لتذكرت الفقراء الذين يسكنون القصور، ويرتدون بمعاصمهم ساعات بآلاف الدولارات... والنجمات الشقراوات في الصحراء العربية... والبشرة معجونة بأصباغ غريبة تمتد على مساحة كبيرة من الوجه، بينما الرقبة واليدان سواد بسواد... أما العينان فحدث ولا حرج مزركشتان بعدسات في كل حلقة تختلف عن الأخرى، طبعا العدسة يجب أن تكون مرفقة بكحل عند البكاء والعويل يسيح على الخدين ويصبح اللون من أبيض إلى أسود، كأننا في سباق مع التشويه، وكأننا في سهرة تنكرية لا علاقة لها مع طبيعة الدور!

لن نطيل في سرد ما نتذكره من مآس وتشويه لوجه المرأة الخليجية الجميل، ولكننا وخصوصا النساء من المشاهدين يذكرن «حرب الجلابيات» التي تتنافس فيها غالبية الفنانات الخليجيات، وكأن الدراما الخليجية وجدت لعرض الأزياء، أو أنها تنفذ من أجل حروب دراعات «جلابيات» لا تناسب متطلبات الدور! إذ تجد في بعض الأحيان حالات من الفقر الصارخ كما يقدم لنا النص كلاميا فقط، وأن هذه العائلة أو تلك تعيش في ضيق، وعوز، وحاجة، مع أنها تعيش في قصر، وفيلا لا توصف، وتمتلك الاثاث الفاخر. أما جلابيات الممثلات لدور العوز والفقر فحدث ولا حرج! فهي محاكة بخيوط من ذهب ومن أفخم القماش، ونحمد الله أنه لم يصلنا عطرهن، ولو وصلنا لكانت المنافسة أكثر شراسة.

قد يعتقد البعض أنني أبالغ في وصف المنافسة بين الفنانات الخليجية على ارتداء الجلابيات بـ «الحرب»، ولكن سأحكي لكم قصة حقيقية رواها لي أحد الفنانين الخليجيين، إذ قال: وقع خلاف بين الفنانتين «...» و..»؛ لأن الأولى ارتدت جلابية (دراعة) في المشهد المقرر تصويره من المصممة ذاتها والمحل ذاته، وهات يا صراخ وشتائم بالجملة، مما أوجب توقيف التصوير لساعات، تحولت نتيجة لهذا الموقف «السخيف» الفنانتان من صديقتين إلى عدوتين.

ربما اعتقدت الفنانتان أن الجلابية ورقيها وجمالها وألوانها قد تنسي الناس عدم قدرة الفنانة أو إجادتها للدور الذي تؤديه... يا أخوات، في وقت الجد لا تنفع جلابية غالية ولا رخيصة، المهم في النهاية الأداء، فخذ على سبيل المثال الفنانة حياة الفهد في مسلسل «عندما تغني الزهور»، بصراحة كان أداؤها فعلا مقنعا حتى أزياؤها، إذ لم تكن هي وبناتها هبة الدري ويلدا يجسدن دور الفقراء في ملابس الأغنياء، بل أدين أدوارهن بشكل طبيعي لما هو متعارف عليه، إذ ارتدت الفنانة القديرة حياة الفهد وبناتها جلابيات (أو دراعات) كما نحن متعودات على ارتدائها في بيوتنا، وبذلك يكن قد لامسن الواقع عن طريق أزيائهن.

لن أقدم انتقادا أكثر، ولكنني أنتظر بفارغ الصبر اشتعال «حرب الجلابيات»، فذلك قد يسهل عليّ التفكير فيما سأرتديه في «النصف من رمضان» أو يوم عيد الفطر.

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً