لا يختلف اثنان على شغفنا بشهر رمضان، بكل تفاصيله من صيام وقيام بما فيه من ذكريات جميلة جدا تعطي الفرد منا فرصة أن يتذكر حسناته على الأقل، كما لا يختلف اثنان على كيفية تعبيرنا عن حبنا وشغفنا لهذا الشهر الكريم، والمثل يقول «كل إناء بالذي فيه ينضحُ» وما ترونه هذه الأيام حواليكم من تجهيزات هو بالضبط ما يحويه هذا الإناء!
إخوة لنا جددوا عهدهم بالذهاب إلى أقرب برادة لشراء لعبة الورق الجديدة، ونصبوا أعمدة خيمهم في الشارع وكأنهم بدو رحّل، مُعلنين اقتراب شهر الله قريبا قريبا، وآخرون اتجهوا للأسواق في حملة شراء مجنونة. وزيارة واحدة لكبريات الأسواق تكفي لترى العربات المحملة، وكأنهم يخزنون لأيام حرب أو كأن هناك إعلان تقشف قادم.
لن ننسى محطات التلفزيون والإذاعات المحلية منها والعربية وكيف بدت جاهزة لاستقبالك يا شهر الله بالهشك بشك وبالمسلسلات المُعلبة بتواريخ انتهاء قديمة جدا، ناهيك عن دعوة لزيادة اسم على اسمك إلى شهر المسابقات والجوائز!
أما البطّينية فشهر رمضان عندهم له اسم آخر... إنه شهر الغبقات وشهر العزايم وشهر الأكل. أناس تعتبر شهر رمضان شهر الأكل فتراهم يتفننون في كل ما لذ وطاب من عيوش ولحوم وحلويات يكون منها للزبالة (أعزكم الله) نصيب الأسد، فكما تعلمون أختنا توها تتعلم تطبخ، وهذا الشهر بالنسبة لها شهر تدريب وتجارب!
آخرون يكون شهر رمضان عندهم نقطة الصفر وفرصة تغيير المواعين، أووووف على المواعين أشكال وألوان عندها ولا تشبع! ولن نتحدث عمن يعتبرون شهر رمضان شهر السهر وشهر الطرب (وهذه ليست بمبالغة) فالأيام قادمة، وخذ لك لفة على الخيام في أنصاف الليالي وشوف بعينك!
ولكن يبقى شهر رمضان عند السواد الأعظم في البحرين شهر الله، شهر التجمع في المآتم والدواوين، شهر الزيارات شهر الضيافة، شهر التقاء الأحبة على سفرة واحدة، تراهم من مجلس قرآن إلى مجلس خطبة ومن مجلس ذكر إلى مجلس ذكر آخر.
فاختاروا يا أعزائي من أي إناء انتم... فقد تعددت الأواني والشهر وااااحد.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ