العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ

القطان: الغلاء الفاحش وانتشار البلايا سببها غياب شكر النعمة

الوسط - محرر الشئون المحلية 

22 أغسطس 2008

حذر خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس التجار من مغبة التلاعب بالأسعار ودعاهم إلى التعاون مع الناس ومساعدتهم، قائلا: «إن أول ما يرفع به البلاء التوبة، وان التوبة هي سبب نزول البركات، وأن المعاصي هي سبب الغلاء والبلاء، وإننا يا عباد الله مقبول على شهر كريم تكثر فيها الطاعات، فليراجع كل منا نفسه ولينزل ما فيه من الغفلة، وأنه مقبل على رب كريم غفور رحيم، وأنه يقبل التوبة».

وأضاف «يجب على الجمعي التعاون والتكافل في ظل غلاء الأسعار ورحمة الفقراء والأرامل واليتامى، والصدقة يعظم ثوابها في أوقات الحاجات، كما أنه يجب الاقتصاد في النفقة وعدم الإسراف وعدم البخل. وعليكم عباد الله بالقناعة، واسألوا الله القناعة في الأرزاق ومن أسباب القناعة أن ينظر العبد إلى من هو أقل منه، وليحذر أخواننا التجار من الجشع والطمع والأنانية والتلاعب في الأسعار وليرحموا الفقراء والمحتاجين وليجعلوا غلاء الأسعار فرصة لإعانة الناس وسيجدوا الصحة في أموالهم وأبدانهم».

ولفت القطان «احذروا الدنيا فالعمر فيها قصير، والطائع فيها قرير، سررها إلى حزن واجتماعها إلى فرقة، وصحتها سقم... إن القارئ لكتاب الله يطلع فيها على سنن الأمم التي لا تتبدل ولا تتغير، ويتبصر من خلالها على هذه السنن المتعددة التي لا يمكن تدبرها دون الرجوع إلى كتاب الله عز وجل».

وقال: «يعجز الناس عن التفسير المادي لكثير من المتغيرات، والواقع يشهد بلا متنازع أن اجتهادات البشر لا يمكن أن تجلي الحقيقة إلا إذا اقترنت بفهم ما جاء في كتاب الله، ومثال على ذلك الأمراض التي تلحق بالإنسان عندما يشيب، ويبقى أمر ذلك مبهما إلى اليوم، وتتجلى الحقيقة في كتاب الله «ومن نعمره ننكسه في الخلق...» وهذه سنة من سنن الله التي لا تتغير ولا تتحول».

وواصل «إن المؤمن المستبصر بكتاب الله يطلع على هذه السنن التي هي واقع نعيشه اليوم، ولا يخفى على أحد الغلاء الفاحش في المعيشة وانتشار الأوبئة والأمراض والحوادث، والتي لم تكن معروفة من قبل، هذا إلى جانب البطالة وشح الأموال والأمراض، الأمر الذي حدا ببعضهم إلى النظر في هذه الأزمات، ولكن هذه النظرة لا يمكن إلا أن تكون نظرة مادية محدودة، لا يمكنها أن تحلها. ومن سنن الله تعالي، أن الطاعة والشكر سبب إلى النعمة، وأن عدم طاعة المنعم سبب إلى زوال النعم. وأن من سنن الله تعالى أن يجعل علامات ودلائل للعباد، قد تكون في سبل شيء من النعم، فإن عادوا أعادها عليهم، وأن استمروا في العصيان حجبها عنهم».

ونوه « إن الله لا يغير النعمة إلا بنسيان العباد لشكر المنعم تعالى. ولقد قص الله تعالى عديد من القصص في القرآن الكريم، منها قصة سبأ التي أنعم الله عليهم،وعندما أعرضوا أرسل الله عليهم سيل العرم، ويقول تعالى «وهل نجازي غير الكفور» فلقد كانت من الحضارات والقوى العظمي التي لم يكن لها مثيل، ووصلوا إلى مستوى متقدم وكانوا يملكون قوة سياسية وعسكرية ضمنت استمرار هذه الحضارة،وقد ذكر تعالى قوة جيش سبأ «قالوا نحن أولوا قوة وبأس شديد». وكانوا يعيشون من الرغد أطيبه، ومن القوة أشدها ومن الأمن أهنأه، وكان الماء يأتيهم من بين جبلين، وبنوا بينهما سدا عظيما وغرسوا الأشجار واستغلوا الثمار. وذكر آخرون أنهم لم يكن في بلدهم شيء من الذباب أو البعوض لصحة الهواء ولعناية الله بهم ليعبدوه ويشكروه، ولم يطلب منهم غير شكر هذه النعمة، ولكنهم أعرضوا عن شكر الله، فسلبهم سبب هذا الرخاء العظيم فضيق الله عليهم في الرزق وبدلهم من النعماء خشونة وشدة، فأرسل عليهم السيل الذي حمل معه العرم وهي الحجارة الشديدة، فتبدلت الجنات صحراء قاحلة تنتشر فيها الأشجار الخشنة «ذلك جزيناهم بما كفروا».

واستدرك القطان «ثم ذكر الله تعالى نعمة لم تشملهم علهم يرجعون، فيذكر الله تلك النعمة وهي القرى القريبة من بعضها البعض وكان السفر منها محدود المسافات وكان بإمكانهم حمل الماء والزاد دون عناء، فلما بطروا وسلموا الراحة تنموا طول الأسفار وكدح المعيشة فشردوا وتفرقوا في أنحاء الجزيرة والشام فأصبحوا أحاديث.إن غلاء المعيشة بحاجة إلى وقفة جادة وتحليل الأسباب، وإن أول الأسباب الكفر وعدم شكر النعمة، أما علم الناس أن ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بشكر. أما علم الناس أن الذنوب والمعاصي والتعدي على حدوده سبب في ضيق المعايش والأرزاق. فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والمعاصي وكثرة الاستغفار والعمل الصالح».

العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً