تحدّث خطيب جامع عالي الكبير، الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن أهمية طرح الأفكار البنّاءة والفاعلة وأثر ذلك في تطوير المجتمع والارتقاء بالحالة الفكرية والثقافية، وأشار إلى أنّ التنوّع في طرح الأفكار والرؤى هو أمر إيجابي ومؤثر ويفتح الآفاق نحو الرؤى المختلفة لكي تتلاقح وتنتج مادامت الفكرة والرؤية لم تخرج عن الإطار العام ولم تتجاوز الحدود المعروفة والمتسالم عليها في دائرة المنهج تبقى هي فكرة قد نتفق أو نختلف عليها، وأنّ الرأي يُواجه بالرأي، والفكرة بالفكرة، وليس بأساليب الإقصاء ومصادرة الرأي الآخر، فنحن بحاجة لتقبل الرأي المختلف، والتعامل معه على أساس علمي بعيدا عن التهويل والإلغاء.
وقال العصفور تعقيبا على حديث النبي (ص): «بئس القوم قوم يمشي المؤمن فيهم بالتقيّة والكتمان»، إلى أنّ المجتمع الذي يحول دون تعبير الآخرين عن قناعاتهم وأفكارهم هو مجتمع جامد، ولا يمكن أنْ يتطوّر أبدا ولا يمكنه أنْ يتقدّم خطوة إلى الأمام، بل على العكس من ذلك سيبقى أسيرا ومكبّلاَ، ويعيش حالة التأخر والتراجع، ويعشعش فيه الجهل والأميّة الثقافية.
كما تعرّض إلى الوضع بشكل خاص في دائرة المذهب الواحد، وقال: إننا في هذا الوقت بالذات بحاجة إلى مراجعة شاملة في بحث أمورنا وقضايانا بشكل واضح وشفاف بعيدا عن المجاملات والشكليات، وأنْ تكون هناك مصارحة يعبّر فيها كلّ طرف عن قناعاته ورؤيته وأفكاره، ويكون هناك تقبل من الآخر ولا ضيرَ في أنْ نختلف بشأن هذه القضية أو تلك أو كيفية التعاطي مع هذا الأمر أو ذاك، فهناك من المشتركات ما هو أكبر وأكثر مساحة مما يكفل لنا معالجة المشكلات والقضايا كافة، والمهم في الأمر أن تكون هناك خطوات فاعلة في هذا السبيل وفي أجواء صحية، يستطيع كلّ طرف أنْ يعبّر فيها عن قناعاته ورؤيته في التعاطي مع كلّ هذه القضايا، من دون ضغوطات للوصول إلى نتائج مثمرة وحلول عملية مما يكون فيها مصلحة للبلاد والعباد.
العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ