العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ

قاسم: مبادرات الإصلاح طريق الوطن للتخلّص من الأزمات

دعا خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة أمس الحكومة وجميع الأطراف إلى حوار جاد مفتوح، مشيرا إلى أنّ الحوار الجدي هو السبيل لحفظ كرامة الوطن والشعب والتخلّص من الأزمات الخطرة التي يمكن أنْ تعصف به.

وقال قاسم في معرض حديثه «تختلف الأوطان في التعامل مع الشعوب فقد يستمر التصلّب إلى حد الصراع؛ ليعيش الجميع موسما من حصاد الخسائر المؤلمة، وقد يتدخل الدين والعقل؛ ليوقف الانزلاق ويكون في ذلك رحمة للجميع تحفظ بها المصالح وتدرأ بها الخسائر، وأنجح طريق هو الأخذ بمبادرات الإصلاح للحد من الأزمات وتبريد الأجواء الساخنة، ومبادرات الإصلاح إذا جاءت ملفتة ومخلصة تملك قدرة على احتواء الأزمات وهي لغة إصلاحية لا تعدلها لغة».

وأضاف» إنّ موقفا واحدا من مواقف الإصلاح العملي؛ لتفوق سنوات من إعلام الوعود والإغراءات الكلامية التي لا شاهدَ لها على الأرض، وهي تخلق أرضية صلبة لحوار واصل، وإطلاق عدد من الموقوفين كان مبادرة جيّدة تحتاج إلى إكمال بالإفراج عمن بقي منهم، ولإضافة مبادرات أخرى على المستوى الديني والدنيوي وحوار جاد تودع البلاد عبره الأزمات الخطرة».

وأوضح قاسم في بداية حديثه» الحكومة تنقسم إلى حكومتين، حكومة تعيش لنفسها وتضحي بكلّ شيء لأجل وجودها، وحكومة أخرى تعيش لشعبها لمصالحه ومشاريعها تستهدف الرقي به. والمجتمع مجتمعان، مرتبط بالدين ويعيش أوضاعا دينية، وحاجاته تنقسم لحاجات الدين والدنيا، ومجتمع آخر لا يرتبط بالدين، وإنْ كان يمتلك فطرة لا تنفصل عن الدين. والحاجات نوعان، حاجات مشتركة بين كلّ المجتمعات البشرية كالحاجة إلى الكرامة الإنسانية العامّة والعيش؛ فإن الإنسان عموما لديه حاجة للكرامة. والحرية في بعدها الإنساني هي حاجة مشتركة، توفير فرص العمل والعلم، فالإنسان لا يطلب المال فقط فهو بحاجة إلى المال والعلم، وهناك حاجات منفصلة».

وفصّل قاسم» واحترام العادات والتقاليد في كلّ المجتمعات، وللمجتمع المسلم حاجتان، حاجة دنيا وحاجة دين، ولا يعتبر المجتمع المسلم نفسه مجتمع حيوانات همّه الأكل والشرب، وتعظم عليه المصيبة أنْ ينال من دينه. وإنّ المجتمع المسلم؛ ليقدم أخراه على دنياه، ودينه على حاجاته المادية، فلو تعارض الدين والدنيا عند بعض المستويات لدى المجتمع المسلم فكان موقفه تقديم الدين على الدنيا».

وقال:»وللحكومات مواقف عدّة، فإمّا أنْ تنسجم تحركاتها ومسئولياتها مع الشعب وأنْ تكون هذه الحكومة في خدمته. والسياسة المنسجمة مع الدين تعطي انسجاما بين الحكومة والشعب المتدين، وهذا الانسجام، يولد ارتياحا نفسيا ويجنب هزات أمنية، أمّا المواقف غير المنسجمة فهي لا تسمح ببناء الثقة، وتقتل النشاط وتخلق واقعا نفسيا قلقا، والأحوال الشخصية واقع غير منسجم مع هذا الواقع المسلم بكلّ وضوح».

العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً