العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ

الجودر يدعو لتوحيد صيام رمضان وعيد الفطر في البحرين

الوسط - محرر الشئون المحلية 

22 أغسطس 2008

دعا الشيخ صلاح الجودر المجلس الإسلامي الأعلى أن يوحد يوما لصيام شهر رمضان ويوم عيد الفطر في البحرين. واستنكر تقسيم الهلال بين افراد الوطن الواحد إلى هلال شيعي وآخر سني وربما ثلاثة أو أربعة أهلة في وطن لا يتجاوز سكانه المليون، على حد تعبيره.

واعتبر إمام جامع قلالي في خطبته أمس أن الاختلاف وعدم التوافق فيما بين الدول الإسلامية على يوم لصوم رمضان ويوم يفطرون فيه «تشويها لصورة الإسلام والمسلمين»، داعيا العلماء إلى أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية بعودة الأمة المحمدية إلى سابق عهدها، وأن يجتنبوا الفرقة والخلاف والشقاق.

وأضاف «بعد ايام قليلة تستقبل أمتكم - أمتة الإسلام - شهر رمضان الكريم، تستقبله بفرح وسرور لما يحمله لها من خير وبركة، إن يوم الإعلان عن رؤية هلال رمضان أو أكمال عدة شهر شعبان لهو يوم تتفتح له قلوب المؤمنين الصادقين، وتمتلئ به نفوس المحسنين المخبتين غبطة وانشرحا، فهي على موعد مرتقب تزكو به النفوس، وتسبح به الأرواح، أيامه المعدودات هي أيام صلح مع القربات والطاعات، فيه الرحمة، والمغفرة والعتق من النيران، نهاره صيام وإحسان وصدقة، وليله تهجد ودعاء وقراءة للقرآن، فهو شهر التقوى والمحاسبة، وشهر التربية والتزكية، وشهر البر والإحسان، فالصوم ينمي تلك الصفات في الفرد المسلم».

وأكد الجودر أن «الإنفاق مرتبط بالقرآن في رمضان، فمن للفقراء والمساكين واليتامى بعد الله إلا أنتم في رمضان فهل نتخذ من هذا الشهر الكريم فرصة لتعزيز صور التكافل الاجتماعي فندعم مشروعات إفطار الصائم وكسوة العيد والتخفيف عن مستلزمات الدراسة؟!. ورمضان شهر الانتصارات، فنسأل الله أن يبدل حال الأمة من فرقة وضعف وشتات إلى عز ونصر وتمكين «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فها هو مسرى رسول الله في الأسر وشعبنا الفلسطيني في غزة محاصر من حثالة صهيونية نجسة، وإخوانكم في العراق يتعرضون لأبشع صور التنكيل من جيوش غازية وقوى متطرفة ومشروعات لتغيير هويتها الجغرافية».

وتابع «لقد جاء ذكر القمر في كتاب الله 27 مرة، وتمت الإشارة إليه تحت مسمى (هلال) مرة واحدة (يسألونك عن الأهلة)، ونحن نستقبل شهر رمضان الكريم فقد كتب المولى علينا صيامه، وبين لنا النبي كيفية صيامه (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما) رواه البخاري ومسلم».

وفي حديثه عن توحيد صوم الشهر الكريم، تساءل الجودر «هل يصوم المسلمون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد؟ أم أن لكل دولة رمضان خاص بها وعيد فطر خاص بأهلها؟، وربما في الوطن الواحد ثلاثة أهلة وثلاثة أعياد؟، وما هذه الأسئلة إلا بسبب عجزنا وتقصيرنا في توحيد صيامنا وفطرنا، فالأمة اليوم تعاني من هذا الداء، الفرقة والشقاق، فلكل دولة يوم تصومه ويوم تفطر فيه، وما علم أولئك أنهم يقومون بتشويه صورة الإسلام والمسلمين بهذه الممارسات، فإذا كان النصارى واليهود والهندوس والبوذيون وغيرهم من ملل الأرض يتحدون في يوم مناسباتهم وأعيادهم الدينية والوطنية، فما بال أمة محمد التي تتحد في رب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، وقبلة واحدة، فلماذا كل مذهب وكل طائفة وكل جماعة لها يومها الخاص الذي تصوم فيه وتفطر فيه».

و قال «في هذا الوطن بعد أن كثرت المشروعات الطائفية، أوقاف سنية وأوقاف جعفرية، ومعهد ديني سني وآخر شيعي، وجمعيات وصناديق ونقابات سنية وشيعية، ها نحن اليوم نشهد هلال للسنة وهلا للشيعة، وربما ثلاثة أو أربعة أهلة في وطن واحد لا يتجاوز السبعمائة كيلو متر ولا يتجاوز عدد سكانها المليون!، إنه هلال واحد كما جاء في كتاب ربكم فلماذا هذا الاختلاف والتشظي والانقسام؟، فإذا كنا ننشد الوحدة الشعورية مع بقية شعوب العالم فلنبدأ من هنا من البحرين بأن يكون الصوم في يوم واحد، للسنة والشيعية، وأن يكون العيد في يوم واحد، للسنة والشيعة، فهذا دين واحد وليس دينين».

ودعا في ختام خطبته المجلس الإسلامي الأعلى إلى أن يوحد المسلمين بتوحيد يوم صيامهم ويوم فطرهم وعيدهم، قال تعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)، وأن يتحمل العلماء الاجلاء مسئولياتهم التاريخية بعودة الأمة المحمدية إلى سابق عهدها، وأن يجتنبوا الفرقة والخلاف والشقاق.

العدد 2178 - الجمعة 22 أغسطس 2008م الموافق 19 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً