العدد 2176 - الأربعاء 20 أغسطس 2008م الموافق 17 شعبان 1429هـ

إنجــاز

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

قبل أيام أعلنت جامعة البحرين أسماء الطلبة المقبولين فيها، وكنّا قبلها من المراقبين، فلم يفتنا بأنّ القبول هذه المرة في جامعة البحرين لم يبرح من ساحة الإنجازات الكبيرة، التي تستحق أنْ نمسك قلمنا؛ لنتكلم عنها ونشيد بها، بغرض تحقيق المزيد منها، خصوصا أنّ الجامعة فعلا بحاجة إلى جهد وطني مخلص لتنظيم صفوفها، وترتيب أوضاعها؛ لتستطيع النهوض بواجباتها و تحقيق رسالتها التي أخذتها على عاتقها، الدور المرتقب للجامعة الوطنية اليتيمة لن يتحقق في ظل وجود رئة واحدة يتنفس من خلال، وليس على يد رجل واحد يقود العملية الإصلاحية و إنْ كان قياديا ناجحا، ولكنه من المؤمّل أنْ يتحقق كلّ ذلك وأكثر إذا ما توفر فريق مؤمن فعلا برسالة الجامعة وبأدوارها الوطنية، خصوصا مع صرخات إصلاح التعليم، وتنظيم سوق العمل، والبطالات الجامعية التي نعاني منها هنا وهناك، وسوء التخطيط التي عبّرنا عنه ومازلنا نجده مشكلة من المشكلات الموجودة وتحتاج منّا إلى المزيد من الجهود الوطنية لتقليل من حدته وآثاره السلبية.

في المقال الحالي أحاول أنْ أضع يدي على أهم الإنجازات التي تحققت لجامعة البحرين في بعد واحد فقط، والخطوة الأخيرة التي اتخذتها الجامعة، والتي يتضح من خلالها أن هناك جهودا وطنية مخلصة تعمل ليلا نهارا لأغراض وضع التوجهات العامّة والمعايير التي لا تتعارض أو تتضارب مع مصالح ورغبات الطلبة المسجلين في جامعة البحرين.

قبول 3923 من أصل 4304 في حين أنّ أعداد الطلبة المقبولين للعام الماضي لم يتجاوز الـ 3698 وتحقيق نسبة 100 في المئة من الرغبات الأولى للطلبة الحاصلين على نسبة 95 في المئة فما فوق في الثانوية العامّة وتحقيق الرغبات الأولى للحاصلين على نسب تترواح بين 70 و75 في المئة، وتفصيلها بحسب ما ورد على لسان عميد القبول والتسجيل بجامعة البحرين يوسف البستكي بأن 62 في المئة من الطلبة حصلوا على الرغبة الأولى، و12 في المئة منهم حصلوا على الرغبة الثانية، و9 في المئة حصلوا على الرغبة الثالثة، وأنّ أعداد الطلبة المقبولين في الجامعة لهذا العام زاد بنسبة 7,5.

إنجاز كبير يحسب لرئيس الجامعة إبراهيم جناحي الرجل الإصلاحي الذي خسرته وزارة التربية والتعليم خسارة كبيرة لن تعوّض واستثمرته استثمارا رائعا لجامعة البحرين فقد ربحت به فنحن اليوم لا نشعر بالقلق والخوف كثيرا على مستقبل أبنائنا في الجامعة كما كان القلق موجودا سابقا وأظن بأنّ القلق سيتلاشى مع الأيام بفضل الجهود الوطنية المخلصة والعمل الدؤوب الذي يصب في المصلحة العامّة ومستقبل أبنائنا الطلبة ،و بهذه المناسبة صرح:

« لا شك أنّ الطالب الراغب في دراسة تخصص معيّن، وقد حلم به ووضعه نصب عينيه، سيعطي فيه ويتفوق ويبدع في سنوات الدراسة، إلا أنّ للجامعة طاقة استيعابية من الصعب تجاوزها حفاظا على جودة التعليم والعبء الأكاديمي ونسبة تناسب الطلبة والأساتذة في كلّ تخصص» من خلال التأمل في التصريح يتضح بأنّ جناحي يأخذ على عاتقه هما كبيرا وهو تلبية رغبات الطلاب والعمل على تحقيقها لإحراز المزيد من النتائج الإيجابية بسبب تفاعل الطلاب أنفسهم مع تخصصاتهم المرغوبة، في الوقت ذاته هناك ظروف تتعلّق بالجامعة من الصعب تجاوزها فهناك معايير الجودة والطاقة الاستيعابية وغيرها من أمور قد لا نراها نحن ولكنها لا تقل أهمية عن تحقيق الرغبات الأولى للطلاب المسجلين يشعر فيها ويحمل مسئوليتها، ومع ذلك نجده قد استطاع تحقيق توازن جيد ومعقول فقد وازن الأمور ليظفر في النتيجة النهائية بإحراز معادلة مطمئنة وتعكس أداء جيّد في التعاطي مع المشاكل الموجودة على السطح فالطاقة الاستيعابية الموجودة في الجامعة والتي أشار إليها تم تجاوزها باستقدام مزيد من الأساتذة ومع توسعة المرافق والأبنية والسبب يرجع لحرصه الكبير في تجاوز العقبات وتحقيق الإنجازات ولا سيما بأنّ عمليات القبول والتسجيل تعتبر من الأدوار الرئيسية والمحورية للجامعة وتحتاج فعلا إلى تطوير وتغيير من خلال رسم الإطار العام والتوجهات العامّة.

لا يفوتنا ونحن نتحدّث اليوم عن الإنجاز أنْ نشير أيضا بأيدينا إلى عميد القبول والتسجيل بالجامعة يوسف البستكي لكونه أيضا يستحق الشكر لجهده الكبير في إرساء الأعراف الإدارية ورسم التوجهات والسياسات المتعلقة بالقبول والتسجيل؛ لتحقيق المزيد من الإنسابية والارتياح بين صفوف الطلبة المسجلين.

أتذكر جيّدا العام الماضي كيف صعقنا عندما تم قبول ما لا يقل عن 40 في المئة من الطلاب المسجلين لجامعة البحرين ضمن كلية التعليم التطبيقي، فقد كان الواقع يقول إن الطاقة الاستيعابية لتلك الكلية هي المعيار الأوّل في قبول الطلبة ضمن هذا التخصص بعيدا كل البعد عن المعايير الأخرى كالمعدل التنافسي ورغباتهم، فقد وقع الطلاب ضحية الطاقة الاستيعابية للكلية وقدرتها على استقبال أكبر عدد ممكن من الطلبة وتدني الطاقة الاستيعابية بالنسبة إلى الكليات الأخرى مما حرم الطلاب من القبول فيها وظلت الرغبة مجرد حلم حملوه معهم طوال المسيرة الدراسية في المدرسة وتخلوا عنه عند أعتاب الجامعة التي احتضنتهم كأفراد وتجاهلتهم كطلاب أصحاب أحلام، وطموحات، ورغبات.

وستبقى الضريبة تحاصرهم وتهدد مستقبلهم، والضرر سيكون أكبر عندما يتخرجون من الجامعة ولا يجدون لهم مكانا يعملون فيها بسبب تخصصهم.

للمهتمين برجاء المتابعة عبر المقال المقبل.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 2176 - الأربعاء 20 أغسطس 2008م الموافق 17 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً