العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ

الصور وصلوات المريخيّ

محمد المخلوق comments [at] alwasatnews.com

ثار ويثور جدل كبير بشأن تعليق صور معينة بين أن تكون احتراما لرمز ديني أسوة برموز معروفة، أو «انتحارا جماعيا» لطائفة معينة، أو مؤشرا على خلل على مستوى القيادة الدينية المحلية. ولعلّ الدعوة التي اطلقت أخيرا للحوار مع «رافعي الصور» تكون خطوة موفقة، لتخرج بذلك النقاشات إلى العلن لوضع اليد على الجرح.

إن تعليق «بعض» البحرينيين لصور «بعض» الزعماء الدينوسياسيّين قد ينظر إليه البعض على أنه أزمة ثقة مع الدولة، ولربما بدا في مفاصل زمنية «مناكفة سياسية» ومناوءة لسياسات قائمة على الإفناء والإقصاء المُمنهج من قبل الدولة طوال عقود ماضية، فيستحضر الطرف الأضعف حينها كل أدوات تعزيز البقاء، وهنا تتعقد الأمور وتصل إلى ذروة التأزم.

لربما تكون دعوات نزع الصور الدينوسياسيّة واستبدالها بصور مرجعيات دينوسياسيّة أيضا ولكنها محلية صادرة عن نيات مخلصة وصادقة، إذ ستحلّ إحدى العقد، إلا أنها لن تكون النهاية مع وجود طرف أقوى بإمكانه تقديم مبادرة أكبر، وما زيارة العاهل لسترة والحفاوة التي قوبل بها إلا دليل على إمكان تجاوز الكثير من مثل تلك النقاشات، طالما وجدت إرادة التغيير.

إن العملية أعقد من أن تكون نزع صورة، كما لم تنه «الصلاة على الأصحاب» التي طلبها الشيخ راشد المريخي في حفل جامع الدير صراعا متجذرا بين طائفتين كبيرتين. ولكن ستبقى مبادرته الكريمة محاولة لتجاوز الشقاق بالإمكان تقويمها في ضوء تفاهم شبيه على الأقل بتفاهم حزب الله الأخير مع السلفيين في لبنان.

العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً