العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ

سجون البحرين (2)

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما عرض على تلفزيون البحرين (تلفزيون العائلة العربية) خلال برنامج الكلمة الأخيرة للكاتبة سوسن الشاعر التي التقت أقدم سجان في البحرين ومدير مركز الإصلاح والتأهيل ما هو إلا تكرار للمشهد نفسه الذي لا يتغير منذ العام 2002 وحتى الآن عندما يتم التطرق إلى مسألة السجون في البحرين.

هذا المشهد جاء بعد مشاهد عدة أولها الافتتاح الكبير الذي قام به وزير الداخلية السابق في أواخر التسعينيات لأحدث سجن في البحرين.

ما عرض على تلفزيون البحرين والصحف المحلية طوال السنوات الماضية، ما هو إلا جزء واحد فقط من سجن جو وهو السجن رقم (4) وهو أحد السجون وأرقاها والذي بني مع نهاية عقد التسعينيات وبعد ضغط المنظمات الدولية كالصليب الأحمر من أجل تحسين مستوى السجون، بالإضافة إلى الضغط الشديد الذي عاشته سجون البحرين في تلك الفترة الزمنية التي اكتظت فيها السجون بالمعتقلين والمحكومين السياسيين.

سجن 4 يتكون من ستة عنابر، كل عنبر يتكون من أربع عشرة زنزانة، وكل زنزانة تستوعب أربعة أسرة لأربعة أفراد، بهذا السجن خزانة ملابس خشبية مقسمة إلى ستة أقسام طول كل قسم منها متر وعرضها نصف متر تقريبا، في بداية الأمر ومع الأيام الأولى من افتتاح هذا السجن تركت مفاتيح هذه الخزانات لدى السجناء، إلا أن الإدارة تراجعت عن ذلك بعد عدد من حملات التفتيش المفاجئة لتصطدم بأن السجناء كانوا يغلقون الخزانات ويأخذون المفاتيح معهم فصودرت جميع المفاتيح.

في كل زنزانة من زنزانات هذا السجن يوجد حمام داخلي لا تتعدى مساحته مترا ونصف المتر في متر واحد، وذلك لقضاء الحاجة وليس للاستحمام، بالإضافة إلى مرفق في كل عنبر للمغاسل وحمامات الاستحمام.

هذا السجن بني لتحسين صورة السجون في البحرين ولإلغاء معتقل «قرين» الذي يقع بالقرب من مطار الشيخ عيسى الجوي في جنوب البحرين، وكان يشغله في ذلك الوقت السجناء السياسيون فقط بعد أن امتلأت سجون القلعة وجو والحوض الجاف بآلاف المعتقلين.

«سجن 4» اعتبرته الحكومة صيحة في عالم السجون لما يوفره حقيقة من خدمات جيدة لا يمكن نكرانها عندما يقاس بالسجون الأخرى، إلا أن القضية وما نريد التطرق له، هو تركيز وزارة الداخلية في جميع الوسائل الإعلامية على هذا السجن فقط، وإغفال مشاهد السجون الثلاثة الأخرى الموجودة والتي تعد من أسوأ السجون حالا وبنيانا.

إدارة السجون أو ما يعرف بمركز الإصلاح والتأهيل تفكر حاليا في إدخال تكنولوجيا الأبواب الكهربائية في «سجن 4» أيضا ليكون هذا السجن مثالا لما تقدمه هذه الإدارة من خدمات للنزلاء واستغلاله كواجهة إعلامية غير حقيقية لما يدور داخل السجن المركزي في البحرين في ظل استمرار التعتيم الإعلامي على ما يدور في السجون الثلاثة الأخرى في سجن جو.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً