أصبحت العداءة البحرينية رقية الغسرة التي رفعت رأس البحرين حديث الساعة لدى وسائل الإعلام الدولية المختلفة، والتي وجدت فيها مادة دسمة للكتابة، كونها امرأة قادمة من مجتمع خليجي محافظ، ولاسيما أن شركات تصميم الألبسة الرياضية المعروفة تهافتت على تصميم أزياء تناسب خصوصيتها الثقافية.
وقد نشرت «رويترز» أمس الأول تقريرا قالت فيه: بعد «البوركيني»، وهو لباس البحر الخاص بالمحجبات، أطلقت مصممة أزياء استرالية «الحجود»، وهو تصميم زي خاص مع غطاء للرأس للاعبات القوى، اللائي يسعين إلى تحقيق مجد رياضي مع الالتزام بتعاليم دينهن في الوقت ذاته. وستكون بذلك العداءة الأولمبية البحرينية رقية الغسرة أول منافسة في ألعاب القوى التي تتنافس بـ «الحجود»، وهي كلمة تمزج بين كلمتي «حجاب» باللغة العربية و«هود» بالإنجليزية والتي تعني غطاء الرأس. وقد صممت زانيتي أولا «البوركيني»، وهو لباس للبحر يغطي الجسم بالكامل والشعر وهو مزج بين كلمتي «البرقع» و «البكيني».
ويساعد «الحجود»، الذي صممته المديرة الإدارية بشركة أهيدا الاسترالية (من أصل لبناني) أهيدا زانيتي، على التنفس بشكل طبيعي، وقالت إنها سمعت لأول مرة بالعداءة البحرينية منذ 8 أعوام خلال دورة الألعاب الاولمبية في سيدني والتقتها في ماليزيا العام 2007 عندما اتصلت بها لكي تجرب «الحجود».
مهما قيل عن «البوركيني» و «الحجود» من ردود فعل كثيرة فإنه لابد من الإشارة إلى أن الغسرة استطاعت أن تساهم في نقل صورة مختلفة عن نساء المنطقة إلى كل أنحاء العالم مع رصيد انجازاتها الرياضية من خلال فرض نفسها على الساحة الرياضية بطبيعتها كما هي، ما جعلها نموذجا ناجحا في مجال التنوع الثقافي حتى إن كان محل جدل بين مؤيد ومعارض.
على كلٍ، نجاح الغسرة في هذا الجانب لم يكن متوقعا بقدر ما لفتت الأنظار بشغفها الرياضي وأيضا بقناعاتها الشخصية وهي التي اجتهدت ومازالت تثابر من اجل الوصول إلى مستوى عالمي في التنافس الرياضي، وهو أيضا يحسب لأهلها الذين ساندوها، والى شعب البحرين الذي يفتخر بها، والى كل من يسعى إلى عالم متعدد الثقافات ومتعايش بتسامح وعدالة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ