لا شك في أن دورة الألعاب الأولمبية الحالية في بكين ستخلد في التاريخ باعتبارها احدى أهم الدورات الأولمبية على الإطلاق بعد حفل الافتتاح الخرافي الذي قدمه الصينيون إلى جانب تسيدهم الكامل جدول الميداليات الذهبية حتى قرب انتهاء البطولة.

لكن ما ميز الدورة الحالية والذي سيبقى ماثلا في الأذهان لمدة طويلة هو التتويج الأسطوري للبطل الجامايكي الخارق أوساين بولت في سباق العصر للـ100 متر، بعد تحطيمه الرقم القياسي العالمي ونزوله عن حاجز 9.7 ث، إلى 9.69 ث، مع أنه كان بإمكانه أن ينهي السباق في زمن خرافي يبلغ 9.5 لو واصل على السرعة نفسها التي انطلق بها في الـ80 مترا الأولى من السباق.

هذا البطل الجمايكي الشاب والاستعراضي في أدائه أذهل جميع المتابعين للأولمبياد وتجاوز كل التوقعات من خلال إنجازه غير المسبوق وهو في الـ22 من عمره، ومازال الطريق أمامه لتحطيم المزيد من الأرقام.

بولت الذي لقب بالرصاصة لفرط سرعته ولقب بالاعصار الجمايكي كان بحق فاكهة الدورة الأولمبية بعد أن أنهى سباق الـ100 متر بفارق مترين عن أقرب منافسيه!.

غير أن الماركة المسجلة في أولمبياد بكين كان بحق البطل الأميركي الخارق مايكل فيليبس الذي كسر كل الحواجز والأرقام في الأولمبياد وأصبح أشهر اللاعبين الأولمبيين على الاطلاق طوال التاريخ بتحقيقه 8 ميداليات ذهبية في دورة واحدة، وبمجموع 14 ميدالية ذهبية في مشاركتيه الأولمبيتين والرقمين قياسيين ومن الصعب تحطيمهما.

دورة بكين 2008 والتي لم تنته بعد يمكن تلخيصها في 4 عناوين رئيسية هي: (حفل افتتاح خرافي، وتسيد التنين الصيني، وإعجاز بولت وأسطورة فيليبس).

هذه الدورة بما تحقق فيها حتى الآن قد أوفت بكل تعهدات المنظمين الصينيين الذين تعهدوا بجعلها البطولة الأهم والأبرز منذ انطلاق الأولمبياد، وعملوا لذلك واجتهدوا وكوفئوا نتيجة اجتهادهم، فاستحقوا هذا النجاح التاريخي.