العدد 2174 - الإثنين 18 أغسطس 2008م الموافق 15 شعبان 1429هـ

تفاهم بين السلف والشيعة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

توصلت «هيئة إحياء التراث الإسلامي» التي تضم نحو 14 جمعية سلفية للاتفاق على «وثيقة التعاون والتنسيق» مع «حزب الله» اللبناني، وذلك بهدف «وأد الفتنة»، وهذا يعتبر أول تحول نوعي في العلاقة بين الحركة السلفية والحركة الشيعية في المنطقة. وعلى رغم أن مثل هذا الوئام (بين السلفيين والشيعة) موجود في البحرين، فإن توقيع وثيقة تعاون رسمية في منطقة عرفت بالتوتر (لبنان) وبعد فترة من الأحداث التي استهدفت إثارة الفتنة يعتبر إنجازا كبيرا على مستوى المنطقة.

الحركة السلفية أصبحت جزءا من نسيج المجتمع العربي والإسلامي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، والبلدان التي لم ينتشر فيها المذهب الحنبلي تاريخيا أو مدرسة ابن تيمية أو محمد بن عبدالوهاب، أصبحت الآن مناطق نفوذ مهمة للسلفيين، ومثال ذلك باكستان والبحرين واليمن وغيرها من البلدان. وكانت بعض الدوائر قد استهوتها فكرة إفساح المجال للحركة السلفية للانتشار لمواجهة المد الديني المنطلق من مذهب آخر. فبداية، كان هناك انبعاث إسلامي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران العام 1979، وتطورت الأحداث السياسية لاحقا بعد احتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان. وعليه، تم فتح باب «الجهاد» الذي تصدره «الجهاديون السلفيون».

بعد احتلال العراق للكويت في العام 1990 بدأت مرحلة جديدة، شهدت آثارها لاحقا انقلاب أجنحة من الحركة السلفية ضد أميركا وضد الأنظمة العربية والإسلامية، وتلت ذلك موجات من العمليات التي وصلت ذروتها إلى الأعمال الارهابية التي شهدتها المدن الأميركية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وبعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 انتقلت الحركة السلفية بقيادة «القاعدة» إلى العراق، وشهد العراق فترة دموية لم تهدأ إلا في الشهور الأخيرة بعد زيادة عدد القوات الأميركية المنتشرة على الأرض وما صاحب ذلك من تطوير لقدرات الحكومة العراقية لمواجهة الإرهاب ثم انقلاب العشائر العربية السنية (الصحوة) على «القاعدة». وفجأة، ظهر أنصار «القاعدة» في شمال لبنان وكانت هناك أحداث دامية، وكان هناك من يساند وجود حركة سنية مقاتلة لمنافسة حزب الله الشيعي. ولذلك، فإن وثيقة التفاهم بين أطراف من الحركة السلفية وحزب الله في لبنان، من شأنها أن تدحض هذه الفكرة وتحفظ دماء الناس. والأمل في انتشار رغبة التعايش السلمي في مناطق أخرى من العالم الاسلامي مازالت مبتلاة باتجاهات تقدس «صناعة الموت».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2174 - الإثنين 18 أغسطس 2008م الموافق 15 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً