الأزمة التي دارت رحاها خلال الأسبوعين الماضيين في وزارة الإعلام لم يكن الكادرَ الوظيفيَّ سببُها الرئيس كما كان يصوّر المعتصمون، بل كانت لها أسباب أخرى حاول هؤلاء طمسها لسنوات عجاف.
السبب - بحسب ما وصل إليّ من معلومات من داخل هيئة الإذاعة والتلفزيون - إحساس الحرس القديم داخل السلك الإعلامي الرسمي (وهو يمثل 50 في المئة حاليا) بالخوف من خطة التدوير التي ستفرز المنتج من غير المنتج، وتكشف عن خبايا الإعلاميين غير المنتجين الذين كانت تدفع لهم رواتب مجزية لسنوات طويلة من دون إنتاج يذكر؛ وكل ذلك بسبب تفشي المحسوبيات والشللية وتوظيف الأقارب طبعا حتى وصل الأمر إلى توظيف 8 إخوة في السلك الإعلامي!
المشكلة منذ الثمانينيات خُلِقت بتوظيف بحرينيين من طائفة واحدة قسرا وغالبيتهم غير مؤهلين إعلاميا أو أكاديميا لإمساك عصب الحياة الإعلامية في البلاد، وفرض المنظور الأمني على الوزارة. وأؤكد أن لن يستطاع حلّها وزحزحتها الآن بالحلول الوقتية التي يضعها الرئيس التنفيذي أحمد نجم مع إيماننا بجديتها، بل يجب أن تصار إلى وقت طويل من التخطيط والدراسة حتى نرى النتائج المثمرة.
على وزارة الإعلام - إن أرادت أن تخطو خطواتٍ جادة إلى الأمام لا الوراء - تسريح هؤلاء غير المنتجين وإصلاح الكادر الإعلامي الوظيفي، واستقطاب الإعلاميين البحرينيين في الخارج ومدّ السلك الإعلامي بالوجوه الإعلامية المؤهلة أكاديميا أصحاب الأفكار الشبابية الخلاّقة، وإغلاق كل القنوات والإذاعات لوضع خطة تصحيحية كما فعلت قبل ذاك قناة أبوظبي؛ فلا مجال للمجاملات في الوسط الإعلامي...
إقرأ أيضا لـ "أحمد الحداد"العدد 2173 - الأحد 17 أغسطس 2008م الموافق 14 شعبان 1429هـ