العدد 2172 - السبت 16 أغسطس 2008م الموافق 13 شعبان 1429هـ

الاقتصاد الرياضي في أولمبياد بكين

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

باعتراف الجميع نجحت الصين في بث رسالتها العالمية عبر مراسيم إفتتاح «أولمبياد بكين 2008»؛ إذ قالت في وضوح وصراحة تامين: «نحن لسنا أمة تفتخر بماضيها فحسب، ولكننا أيضا دولة عصرية تتقن استخدام تكنولوجيا العصر، وقادرة على التفاعل مع ما سيجلبه لنا المستقبل، من خلال الإستخدام المتقن، والمبدع في الوقت نفسه، للتقنيات المتقدمة التي نفذ متطلباتها مجموعة متناسقة من الصينيين المهرة، شكلوا منظومة متناسقة ضبط كل فرد من أفرادها إيقاع حركته مع ما حددته له تلك التقنيات من جهة وما يجعله متناغما مع كل فرد من أعضاء الفريق الصيني، الذي رسم اللوحة الأولمبية من جهة ثانية»، بعد ذلك التفتت بكين نحو المضمار الرياضي ورفعت قفاز التحدي، بكل روح رياضية بعيدة عن المباهاة أو السلوك الإستفزازي كي تعيد الولايات المتحدة إلى صفوف المقعد الثاني في حصاد الميداليات. وبين هذا وذاك، كانت قنوات الإقتصاد الصيني هي الأخرى تندفع بقوة كي تستفيد من هذه المناسبة الدولية لتعزيز مكاسب الإقتصاد الناهض، وتجعل منها عامل نمو جديد يتفاعل بشكل متكامل مع العناصر الأخرى الذي تحرك ذلك الإقتصاد وتمده بالحيوية التي لم يعد بوسعه الإستغناء عنها، أو إبطاء حركتها.

هذا ما لمسه بشكل سريع مراسل فضائية «الجزيرة» القطرية في بكين عبدالله المرزوقي حين أشار إلى أن العاصمة الصينية لم تغفل «العوائد المالية الممكن جنيها من خلال تنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير. ونظمت الحكومة الصينية مراكز تجارية جديدة, بالإضافة إلى تجديد القديم منها وأطلقت حملة كبيرة للترويج للبضائع المعروضة فيها».

وتؤكد مشاهدات المرزوقي تلك أرقاما نقلتها وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» عن وزارة التجارة أكدت فيها ما شهدته صناعة الفندقة والأغذية الصينية التي عرفت «ارتفاعا فى مبيعات التجزئة بنسبة 24,3 في المئة فى الأشهر السبعة الأولى من العام 2008 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2007، حسبما ذكرت الوزارة على موقعها الالكترونى: «إن نسبة النمو تزيد على 6,5 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقالت الوكالة «وصلت مبيعات التجزئة لصناعة الفنادق والمأكولات في البلاد إلى نحو 120 مليار دولار أميركي فى فترة يناير/ كانون الثاني، ويوليو/ تموز بما يشكل 14 في المئة من إجمالى مبيعات التجزئة المحلية خلال الفترة نفسها. وذكرت الوكالة أن صناعة الفندقة والأغذية الصينية حصدت نحو 14 مليار دولار فى شهر يوليو وحده بما يمثل زيادة قدرها 26,5 في المئة عن يوليو 2007».

ولا يبني الصينيون أية أوهام بشأن تلك الأرقام، فهم أكثر إدراكا من غيرهم أن الفترة الأولمبية مرحلة قصيرة وعابرة في مسيرة اقتصادهم. هذا ما يلفت النظر إليه نائب وزير العمل والضمان الاجتماعى شياو يى حين يصرح علانية فى مؤتمر صحافى بأن «نحو عشرة ملايين من سكان المدن قد وجدوا أعمالا جديدة كل عام فى الأعوام القليلة الماضية مع ارتفاع هذا الرقم إلى 12 مليونا العام 2007 ... (وبأن) الأولمبياد قد ساعد فى دفع التنمية الصناعية ولكن الالعاب ليست إلا لفترة وإن تطور التشغيل ينبغى الحكم عليه طبقا لوضع الاقتصاد الشامل».

وقد حرصت الصين على الإستفادة من بيوت الخبرة كي تهيئ أوضاعها، ومن بينها الإقتصادية، فيما بعد الأولمبياد، وقامت بإجراء مقارنات مع دول ذات اقتصادات متباينة في حجمها، وتوصلت إلى أنه من «البديهي أن تأثيرات الأولمبياد 2008 على النمو الاقتصادي الصيني ستكون محدودة للغاية، ويمكن عدم حسابها أمام معدل النمو الاقتصادي الصيني البالغ أكثر من 10 في المئة، وهذا مفاده أن النمو الاقتصادي الصيني بعد العام 2008 لن ينخفض بسبب انتهاء الأولمبياد إلى حد كبير. وإذا انخفض إلى حد كبير، فمن المؤكد أن يعود هذا الانخفاض إلى أسباب أخرى».

ولايبدو أن الصينيين يعلقون أوهاما على تأثيرات الأولمبياد على إقتصادهم على المدى الطويل. هذا ما يؤكده الرئيس التنفيذي لجمعية بحوث الاقتصاد الأولمبي ببكين تشن جيان في إشارته إلى أن «انخفاض معدلات النمو الاقتصادي بعد انتهاء الدورات الأولمبية ليس ظاهرة سائدة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2172 - السبت 16 أغسطس 2008م الموافق 13 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً