شهدت البحرين مساء أمس (السبت) خسوفا جزئيا للقمر، وشاهد الكثير من المواطنين الحدث عند الساعة 10:34 مساء حيث كان القمر على ارتفاع 47 واتجاه 157، واحتجب قرصه قرابة 85 في المئة عند الساعة 12:10 صباحا بارتفاع 49 وباتجاه 191، فيما تحرر القمر من الخسوف الجزئي في الساعة 1:43 من صباح اليوم (الأحد) بارتفاع 41 وباتجاه 220 وكان خلال مراحل الخسوف في برج الجدي. وقال الفلكي وهيب الناصر أثناء محاضرة في خيمة نصبتها الجمعية الفلكية البحرينية في النادي البحري ليل أمس لرصد الخسوف الجزئي والتعرف إلى حيثياته: «ظاهرة الخسوف حدثت مساء اليوم (أمس) من رصد كوكب المشتري في برج القوس بقدر سالب 2.5 وكان بالإمكان رؤيته بوضوح بالعين المجردة إلا أن البعض لم يتمكن بسبب الرطوبة إضافة إلى أنه تم رصد كوكب أورانوس في برج الدلو بقدر سالب 5.7 إلا أنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة».
الجفير - فاطمة عبدالله
شهدت البحرين مساء أمس خسوفا جزئيا للقمر في الوقت الذي كان يحتفل المواطنون بالنصف من شعبان «الناصفة» في مختلف مناطق وقرى البحرين.
وأوضح نائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب الناصر، خلال محاضرة نظمتها الجمعية الفلكية البحرينية لرصد الخسوف الجزئي والتعرف على حيثياته أمس بخيمة في النادي البحري، أن الخسوف يحدث عندما يدخل القمر في ظل الأرض.
وقال الناصر: «إذا دخل القمر في ظل الأرض بأكمله فإنه في هذه الحال يحدث خسوف كلي إذ إن القمر في هذه الحالة يدخل في الظل أما إذا حدث خسوف جزئي فإن القمر يكون دخل في شبه ظل القمر وبشكل بسيط إضافة إلى أنه يمكن أن يحدث خسوف كاذب للقمر كما في حال كسوف الشمس». وذكر الناصر أن خسوف القمر يحدث عندما يدخل القمر في ظل الأرض التي يكبر قطرها عن القمر بـ400 مرة لذلك فإنه بمجرد أن يدخل القمر في ظل الأرض فإن الخسوف بالإمكان ان يحدث بالأشكال المتعارف عليها وهي الكلي والجزئي والكاذب.
وبين الناصر أنه عند وقوع الأرض بين الشمس والقمر والدخول في منطقة الظل يسمى الخسوف في هذه الحالة خسوفا كليا. وأشار إلى أن الخسوف لا يمكن أن يحدث في بداية أول الشهر القمري وذلك لأن القمر يدور على الأرض بمعدل خمس درجات تحت وفوق الأرض، مبينا أن الخسوف يحدث عندما يكون على الزاوية صفر.
وأوضح أن الخسوف يقع دوما عندما يكون عمر القمر 14.8 يوما وبما أن ولادة هلال شعبان كانت في نحو الساعة الواحدة وثلاثين دقيقة ظهرا من يوم الجمعة 1 أغسطس / آب فإن الأول من شعبان كان 2 أغسطس وعليه فإن أمس في العاشرة والنصف كان عمر القمر 15 يوما.
وعن العوامل التي تؤثر في الخسوف أكد الناصر أن الخسوف يتأثر بحالة المد والجزر، مشيرا إلى أن خسوف القمر يتأثر بالمد الربيعي والانحساري.
وعن فوائد الخسوف قال: «إن للخسوف فوائد كثيرة فهو يساعد على قياس معدلات التبريد إلى جانب أنه بالإمكان التعرف على حجم التلوث في الغلاف الجوي وذلك إذا كان قرص القمر في حال الخسوف أحمر فإن ذلك يدل على أن الغلاف الجوي سليم أما إذا كان لونه أسود فذلك يدل على أن الغلاف ملوث».
وأضاف «ان حدوث ظاهرة الخسوف تساعد على قياس أبعاد الأرض وإثبات أن الكرة الأرضية كروية إضافة إلى أن ظاهرة الكسوف تثبت دقة الحسابات الفلكية(...) كما يمكن رؤية المنزلة التي يقع فيها القمر إضافة إلى التحقق من عمر الهلال وكيفية حساب أول الشهر القمري الإسلامي».
كما تحدث الناصر أمس عن حالة الكسوف وكيف تحدث، مبينا أن هناك عامل مشترك بين جميع حالات الكسوف والخسوف وذلك أن الشمس والقمر والأرض هي العوامل الأساسية والمسببة لحدوث كسوف الشمس وخسوف القمر. لافتا إلى أنه في حالة الكسوف فإن قرص الشمس يتغطى بواسطة القمر في الوقت الذي يتغطي القمر بظل الأرض في حالة الخسوف، موضحا أن مدة الكسوف يمكن أن تزيد عن سبع دقائق في الوقت الذي تزيد مدة الخسوف عن الساعة في بعض الأحيان.
وانتقد المناصر ما يقوم به بعض المنجمين من تخويف الناس من حدوث ظاهرة الخسوف والكسوف وكيف أن هذه الظاهر ستؤثر على الصحة، مؤكدا ان جميع هذه الادعاءات لا تمت إلى علم الفلك بصلة.
وعلى صعيد متصل ذكر الناصر ان هناك ستة خسوفات وكسوفات ستحدث خلال العام المقبل إلا أن البحرين لن تشهدها إلا أنها ستشهد خسوفا واحدا في 13 ديسمبر/ كانون الأول وذلك سيكون في عام هجري جديد، مبينا أن التغطية ستكون 7 في المئة فقط.
من جانبه علق رئيس الجمعية شوقي الدلال بالقول: «إن ظاهرة الخسوف والكسوف تتكرر عدة مرات وقبل ليلتين شاهدنا شهب شاوزا إضافة إلى أنه في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام ستتم مشاهدة وابل شهبي يعود إلى شهب الأسد».
وشهدت البحرين ليل أمس حدوث خسوف جزئي للقمر عند الساعة 10 وأربع وثلاثين دقيقة إذ كان القمر على ارتفاع 47 واتجاه 157 إذ انحجب قرص القمر قرابة 85 في المئة الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق من هذا اليوم بارتفاع 49 وباتجاه 191 وتحرر القمر من الخسوف الجزئي في الواحدة وثلاث وأربعين دقيقة صباحا بارتفاع 41 وباتجاه 220 وكان القمر خلال مراحل الخسوف في برج الجدي.
ومكنت ظاهرة الخسوف التي حدثت مساء أمس من رصد كوكب المشتري في برج القوس بقدر سالب 2.5 وكان بالإمكان رؤيته بوضوح بالعين المجردة إلا أن البعض لم يتمكن بسبب الرطوبة إضافة إلى أنه تم رصد كوكب أورانوس في برج الدلو بقدر سالب 5.7 إلا أنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة علما بأن القمر المخسوف عمره 14.8 يوما وكان متوسطا المشتري وأورانوس ويعلوه نجم الطير في مجموعة الحمامة وأسفله نجم فم الحوت في مجموعة الحوت الجنوبي.
العدد 2172 - السبت 16 أغسطس 2008م الموافق 13 شعبان 1429هـ
