العدد 2212 - الخميس 25 سبتمبر 2008م الموافق 24 رمضان 1429هـ

شركة أفلام تملكها نساء تميط اللثام عن المملكة العربية السعودية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

اشتركْتُ في صيف العام 2006 مع صديقتي دانيا نصيف لإنشاء شركة إنتاج خاصة بنا في جدة. أردنا أن نخبر العالم أجمع قصصا نادرا ما تُنقَل عن الحياة والثقافة السعودية.

أخذت عملية المطاردة وراء الأوراق والتسجيل فترة طويلة صعبة. تتطلب الأنظمة السعودية الآن أن يكون المدير العام لشركة الإنتاج رجلا. كنساء لم نكن نريد أن نمتلك شركة الإنتاج الخاصة بنا فحسب وإنما أردنا أيضا أن نقوم بإدارتها. احتجنا لبعض الوقت لنقدم عريضة للحصول على هذا الحق. ولكن في نهاية المطاف، وبعد مرور سنتين أصبحنا أنا ودانيا نحمل التراخيص الضرورية ونمارس العمل.

هدفنا في شركة (Eggdancer) للإنتاج هو إنتاج برامج تقصّي مؤثرة، تبحث في القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية.

نحن نؤمن باستخدام الإعلام للتأثير في مجال التغيير الاجتماعي، ونحن ملتزمتان برعاية الحوار والتفاهم الأفضل بين شعوب هذه المنطقة، وعرض قضاياهم واهتماماتهم وقيمهم وأفكارهم على بقية العالم.

لا يضع معظم الناس في الغالب المملكة العربية السعودية على قائمة مقاصدهم السياحية في إجازاتهم.

ليس هناك أسلوب سهل للدخول إلى السعودية كسائح، ما لم تكن قادما للعمل أو الحج. لا يرى الناس السعودية بشكل عام ما لم تكن في الأخبار، حيث يتم تصويرها في العادة بألوان غير مشجعة.

حصلت شركة Eggdancer للإنتاج أخيرا، بعد أن قامت بتنسيق برنامج قناة الرحلات والسفرTravel Channel ميدانيا، على فرصة لتعريف العالم بجزء بسيط عن المملكة العربية السعودية، وبأن بإمكان المرأة السعودية أن تكون مسئولة وبقوة، وبأن لدينا مراكز تسوق مماثلة لتلك الموجودة في أميركا، وبأننا نحب التمتع بأوقاتنا مع أفراد الأسرة والأصدقاء، مثلنا مثل أي إنسان آخر. وقد فزت لأول مرة بمسابقة عروض بث «أنطوني بوردين «Anthony Bourdain: No Reservations FAN-atic Special» لبرنامج تلفزيوني على «Travel Channel». وقد طلبت المسابقة من الأفراد أن يرسلوا أشرطة فيديو تشرح لماذا يتوجب على مقدم البرنامج، الشيف والمؤلف أنطوني بوردين زيارة مدن المتنافسين في المسابقة.

سألني عندما قابلته للمرة الأولى في مدينة نيويورك بينما كان يراجع الطلبات المقدمة من المتنافسين، وبشكل متكرر، ما إذا كنت أعتقد أنه سيتمتع بزيارة السعودية، الأمر الذي يعكس انحيازا واضحا في الإعلام الغربي بأن السعودية لا تثّمن وقت الفراغ والترويح، وبأن السكان المحليين كئيبون وجادون بل وحتى شريرون.

عند وصوله إلى جدة تناولنا طعام العشاء معا في مطعم للوجبات السريعة في جدة وذهبنا بحثا عن الأسماك الطازجة في الصحراء ولعبنا لعبة الهوكي الهوائي في مبنى البحر الأحمر التجاري المحلي. وكان رده على سؤالي المتكرر «هل تتمتع بوقتك» صريحا وقويا: «نعم».

على رغم أن طوني لم يصارحني أبدا بشأن توقعاته في المملكة العربية السعودية، إلا أنه علّق في حلقته عن جدة كيف دهش عندما وجد أن السعوديين يتمتعون بروح الدعابة ويضحكون من أنفسهم. «هناك جو من البهجة والتلقائية والفكاهة والمعرفة تتضارب مع أنواع التطرف الخالي من الدعابة الذي تم توجيهي لأن أتوقعه».

أعتقد أن رؤيا طوني ساعدت الكثير من الناس على رؤية وجه مختلف للسعوديين عن ذلك الذي يظهر في البرامج التلفزيونية أو في الأفلام السينمائية.

قمنا ضمن محاولات أخرى لتغيير وجهات النظر بتصوير أناس يمارسون شعائر الحج لفيلم وثائقي عنوانه «الطريق القويم، أعمدة الإسلام» وهو مادة مساعدة للأساتذة لطلبة المدارس الثانوية والجامعات في الغرب. يعرّف الشريط الوثائقي، من خلال استخدام المقابلات والأشرطة الظاهرية المصورة في مواقع متعددة في مكة المكرمة، الجمهور من غير المسلمين على أسس الإيمان عند المسلمين.

نتواجد في موقع فريد بسبب قدرتنا على فهم العقليتين الشرقية والغربية والتنقل بسهولة بين العالمين. وعلى رغم أنني أعيش في المملكة العربية السعودية الآن، إلا أنني ولدت في مدينة بسمارك بولاية نورث داكوتا، وقضيت عدة إجازات صيف هناك مع أسرة والدتي. ذهبت بعد ذلك إلى جامعة سان دييغو وجامعة ولاية سان دييغو. مازلت أقضي الكثير من الوقت في الولايات المتحدة الأميركية لزيارة الأصدقاء وأفراد الأسرة عندما تسنح لي الفرصة. أقامت دانيا كذلك في المملكة المتحدة لعدة سنوات عندما كانت تعدّ لدراساتها العليا.

نحن محظوظتان لأننا في الميدان في السعودية. من الصعوبة بمكان الحصول على تأشيرات زيارة وتصاريح للتصوير عندما تكون آتٍ من الخارج، وفي وقت تتجه فيه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية، نستطيع مغادرة مكاتبنا ونحن نحمل الكاميرات لننقل القصص والتقارير من دون التعرض للمساءلة.

تُنقل معظم القصص والتقارير عن السعودية من منظور غير العرب أو غير المسلمين، وهي تقارير تجري إضافة الإثارة لها بشأن قصة يجري تكرارها مرات كثيرة. نريد أن ننقل صورة مختلفة من منظور أناس من هذا الجانب من العالم، معّدة بشكل خاص لجمهور غربي، حتى نستطيع القيام بدورنا في المساعدة على بناء جسور التفاهم بين هذه الأجزاء المختلفة من العالم.

*مؤسسة مشاركة، مع دانيا نصيف لشركة «Eggdancer» للإنتاج، وهي شركة إنتاج أفلام سينمائية وتلفزيونية مستقلة مركزها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2212 - الخميس 25 سبتمبر 2008م الموافق 24 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً