العدد 2170 - الخميس 14 أغسطس 2008م الموافق 11 شعبان 1429هـ

«طوارئ السلمانية» ... بين سوء التشخيص ونقص الأسرّة

السلمانية - محرر الشئون المحلية 

14 أغسطس 2008

كان ينتظر والوجل كاد يشل أطرافه، شدّني حاله للحديث معه عن أهم المشكلات التي تواجه المرضى في دائرة الحوادث والطوارئ بمجمّع السلمانية الطبي ...كان أحمد عاشور يتحدّث وقد غلبه التعبُ من طول الانتظار، فقد كان يشكو حال زوجته التي تم إدخالها إلى طوارئ الولادة منذ الساعة السادسة والنصف صباحا، حتى الساعة التي كنا نتحدّث فيها، في حدود الحادية عشرة صباحا، ومازالت تنتظر إجراء العملية القيصرية التي كان من المقرر إجراؤها لها في الساعة السابعة صباحا.

وأوضح عاشور أنه بالإضافة إلى التأخير الذي يُعاني منه غالبية المرضى، فإنّ هناك بعض الممرضات غير المؤهلات في وضع المغذي (السيلان)، بالإضافة إلى سوء معاملتهنّ للمرضى مما يؤثرعلى نفسية المريض.

أمّا خالد حسن فيروي لنا قصة تتعلّق بإهمال الممرضات، إذ يقول أنه كان برفقة والده المريض، فبينما كان ينتظر حضور الطبيب المناوب لتشخيص والده، أضاعت الممرضة أوراق والده المريض، ونتيجة لهذا الإهمال تم تأخير تشخيصه لفترة أطول.

ورأت هدى مدن (أم زينب) أنّ تأخير ظهور نتائج فحص المريض هو على رأس قائمة الشكاوى، بالإضافة إلى الأعطال الكثيرة في الكمبيوترات وأجهزة الفحص، كما أنّ الأنظمة قديمة جدا وتفتقر إلى التطوير، وأشارتْ أم زينب إلى أنّ المكان لا يستوعب الأعداد الكبيرة للمرضى وهو السبب وراء أزمة نقص الأسرة.

وتوافق آمنة عبد الحسين ما جاءت به أم زينب من شكوى نقص الأسرة بالطوارئ، فتروي لنا قصة أختها التي كانت تعاني من نزيف شديد جراء إجهاضها، ونتيجة للنقص الحاصل في الأسرّة اضطرت الممرضات إلى إجلاس إحدى المريضات على كرسي وهي كانت تعاني الأمرين، وتكمل أم زينب أنّ أختها المريضة لم تفحص إلاّ بعد وقت طويل على الرغم من أنها تحتاج لعلاج فوري كذلك فإنها تحتاج إلى عملية سريعة.

كما تروي فاطمة عبد الأمير معاناتها التي مرت بها جراء نقص الأسرّة، فتؤكّد أنّها كانت مصابة بالتهاب حاد في الصدر وكانت تحتاج إلى البقاء في المستشفى تحت الرقابة، وعلى الرغم من حالتها الصحية المتدهورة فإنّ فاطمة انتظرت يومين كاملين في الطوارئ بانتظار سرير، بالإضافة إلى تأخر فحصها من قبل الطبيب المناوب، بعد ذلك تم نقلها إلى غرفة مكتظة بالمسنين، كما أنّ حالتها الصحية لم تكن تتناسب مع حالتهم، وقد زاد ذلك الأمر سوءا إذ تدهورت حالتها الصحية أكثر.

وتضيف خديجة النطعي مأساة أخرى إذ كانت شقيقتها البالغة 4 سنوات تعاني من مرض السكري، وبقيت في الطوارئ ليومين كاملين في انتظار سرير لها، وتروي خديجة قصة خالتها و جدتها اللاتي عانين من سوء تشخيص من قبل الأطباء، وقد تم وصف دواء خاطئ بناء على التشخيص، أمّا الخالة فقد تسبب الدواء الخاطئ بإصابتها بجلطة في الشرايين مما أدّى إلى وفاتها، كما أنّ الجدة تعرضت إلى انفجار في الكبد ما أدّى إلى وفاتها.

ويشاركنا الحديث عن سوء التشخيص شفيق عبد الله المقلا الذي يروي لنا حادثة تعرضت لها زوجته التي كانت مصابة بحساسية شديدة أدّت إلى انتفاخ وتورم في كامل وجهها، ووصف لها دواء لا يتناسب مع حالتها مما أدّى إلى زيادة الحساسية والورم في وجهها.

«الوسط» حملت شكاوى المراجعين إلى رئيس دائرة الحوادث والطوارئ بمجمّع السلمانية الطبي جاسم المهزع، الذي قال تعليقا على شكاوى وجود ممرضات غير مؤهلات بالقول إنّ «الممرضات البحرينيات يتم تدريبهنّ في كلية العلوم الصحية تدريبا خاصا ليكن مؤهلات للعمل في الطوارئ، أمّا الممرضات الأجنبيات فلا يتم توظيف إلاّ ذوات الخبرة منهنّ».

ورأى المهزع أنّ الإشكالية تكمن في أنّ بعض الممرضات قد يكن حديثات أو قد يكن أجنبيات وقد وصلنَ للبحرين للتو، وبذلك تأخذهنّ الرهبة بسبب اختلاف النظام في الطوارئ عن النظام السابق الذي كنا يعملنَ فيه، ولفت المهزع أنه لم يستلم شخصيا مثل هذه الشكوى من قبل على الممرضات في طوارئ السلمانية.

وفيما يخص أخطاء الأطباء وسوء التشخيص، علّق المهزع على ذلك بأنّ أي شكوى تصل للإدارة من قبل المريض نفسه أو أقاربه يتم أخذها في الحسبان كما يتم تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة الطبيب المسئول عن الخطأ، وتتم محاسبته بحجم الخطأ الذي ارتكبه، وبحسب المهزع فإنه لا يتم الإعلان عن مثل هذه التحقيقات والأخطاء الطبية التي تم التحقيق فيها ما لم تكن جسيمة.

وكشف المهزع عن وجود مشروع يهدف إلى تطوير الأجهزة في طوارئ السلمانية وزيادة عددها، بحيث يكون لكل طبيب أجهزة فحص أو أشعة خاصة به، كما يهدف المشروع إلى زيادة عدد الكمبيوترات في الطوارئ وبذلك تنتهي الشكاوى المتعلّقة بقلة الكمبيوترات والأجهزة.

العدد 2170 - الخميس 14 أغسطس 2008م الموافق 11 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً