تسببت الخطوة التي اتخذتها وزارة التنمية الاجتماعية بتعيين فخرية الديري مديرا مؤقتا لجمعية التمريض البحرينية في إشعال الخلاف على إدارة الجمعية، إذ قالت الديري إن وزيرة التنمية الاجتماعية قامت بخطوة جيدة أن اختارت ممرضة كمديرة مؤقتة للجمعية.
من جهته، ذكر أمين سر جمعية التمريض البحرينية إبراهيم الدمستاني أن قرار وزارة التنمية ظالم ولا يستند إلى أي شرعية كما أنه تجاوز صلاحياته، وأضاف «وجدنا الكثير من المغالطات في قرار الوزارة، ومع احترامنا للديري فإننا نطعن في القرار لأسباب كثيرة، وخصوصا أنها ليست عضو جمعية عمومية».
الوسط - علياء علي
قال أمين سر جمعية التمريض البحرينية إبراهيم الدمستاني إن قرار وزارة التنمية بتعيين فخرية الديري مديرا مؤقتا لجمعية التمريض غير شرعي ومطعون فيه لأسباب كثيرة، منها أن تعيينها مخالف لاشتراط الجمعية بأن يكون العضو ممارسا لمهنة التمريض ويمارس عمله وأن يكون عضو جمعية عمومية، لافتا إلى أن علاقتها بوزارة التنمية من خلال إدارة مركز الطفولة تفقدها صفة الحياد.
وشدّد الدمستاني على أن جمعية التمريض لن تشغلها أزمة تنصيب الديري لإدارة الجمعية عن متابعة كادر التمريض، مؤكدا أن «الديري مع كل تقديرنا لها بعيدة عن ملفات الجمعية الملحة وقضاياها».
من جهتها أشادت الديري بقرار وزارة التنمية تعيين ممرضة لإدارة الجمعية، مؤكدة أنها لا تطمح لأن تكون رئيسة للجمعية. وعلقت الديري على الضجة المثارة بشأن تعيينها بالقول: «إذا أرادت الجمعية شخصا آخر ليكون رئيسا مؤقتا فليخبروا وزارة التنمية».
الدمستاني: لن يشغلنا تنصيب الديري عن «الكادر»
وأوضح الدمستاني أن «الديري ليست عضو جمعية عمومية، بينما تشترط جمعيتنا أن يكون العضو ممارسا لمهنة التمريض ولايزال مرخصا ويمارس عمله، وهي كانت عضوا في الشورى وانقطع اتصالها بالجمعية منذ ذلك الحين، كما أنها مديرة مركز الطفولة التابع لوزارة التنمية الاجتماعية وهنا تنتفي منها صفة الحياد».
وأشار إلى أن حلّ مجلس إدارة الجمعية يجب أن يكون بقرار قضائي وليس إداريا من التنمية، مؤكدا أن تركيز الجمعية حاليا منصب على الكادر، داعيا المسئولين لأن يبادروا إلى حل موضوع الكادر.
وأضاف أمين سر جمعية التمريض «هي معينة وليست لها صلاحيات مجلس إدارة الجمعية، ما يعني أن دورها محصور في التنظيم للانتخابات وإدارتها فقط، بينما قرار التنمية أعطاها صلاحية أعضاء مجلس الإدارة، كما أن مسئولي الوزارة أكدوا لنا في اجتماعنا معهم الأسبوع الماضي بحضور وكيلة الشئون الإدارية والمالية بوزارة التنمية مها منديل ورئيس الشئون القانونية سلطان الحمادي أن المدير سيكون لتنظيم الانتخابات فقط».
واستطرد الدمستاني «الديري مع كل تقديرنا لها بعيدة عن ملفات الجمعية الملحة وقضاياها، وقد استشعرنا أن وزارة التنمية دخلت على الخط لفرض أفراد لفرض الكادر بعد أن كان طلبهم الدعوة للجمعية العمومية وتصحيح الوضع القانوني للجمعية، في حين أن الخلل الإداري الذي حدث لم تكن الجمعية السبب فيه ولا نتحمل مسئولية ذلك وتبقى شرعيتنا في الفترة الراهنة».
وتابع «سنواصل دورنا كمواطنين كفل لنا الميثاق والدستور حرية التعبير، فنحن مواطنون قبل أن نكون ممرضين، ونحن أعضاء جمعية عمومية ولسنا أعضاء فقط ونمارس دورنا أيضا كأعضاء في لجنة الكادر، لا يمكن أن تمنعنا أية جهة من التصريح ونحن نمثل الممرضين ولدينا منطلقات كثيرة نمارس عملنا من خلالها إلا إذا ألغي الميثاق ودستور البحرين، نحن شرعيون ونمارس دورنا كأعضاء جمعية عمومية، ونتمسك بحقنا في المطالبة بكادر التمريض الذي ينصف الممرضين».
الديري ترمي بكرة التعيين
إلى ساحة «التنمية»
من جهتها، أفادت المديرة المؤقتة لجمعية التمريض البحرينية فخرية الديري أن «وزيرة التنمية قامت بخطوة جيدة بأن اختارت ممرضة مديرة مؤقتة للجمعية، وهذا في صالح الجمعية طبعا».
وأضافت «أولا وأخيرا أنا ممرضة وقابلة قانونية ولي الشرف في ذلك ولي خبرة طويلة في الجمعيات والقوانين، أقول للجمعية: أعطوا المجال للشخص المعين، تهمني مصلحة الممرضين، ولا أطمح لأن أكون رئيسة للجمعية»، مستدركة «إذا أرادت الجمعية شخصا آخر ليكون رئيسا مؤقتا فليخبروا وزارة التنمية».
«الخدمة» خلط بين الممرضين العمليين والمساعدين
وعن رد ديوان الخدمة المدنية على مطالبة الممرضين العمليين بشمولهم بكادر التمريض وتأكيد الديوان أن شهادة الدبلوم العملي في التمريض التي حصل عليها شاغلو وظائف الممرض العملي لا ترقى إلى مؤهل الدبلوم في التمريض الذي يحصل عليه الممرض العام، ذكر الدمستاني أن «ديوان الخدمة المدنية خلط بين الممرضين العمليين ومساعدي التمريض، ويبدو من ردهم أنه ليس لديهم إلمام بالمقررات الدراسية للممرضين العمليين، فالممرضون العمليون هم لابسو الزي الأزرق ودرسوا طوال ثلاث سنوات في كلية العلوم الصحية مختلف العلوم التمريضية مثل علم التشريح وعلم الجراثيم وعلم الأدوية وعلم التمريض ومختلف المقررات التي درسها الممرض العام، وهذا البرنامج أغلق حاليا وهو مختلف عن البرنامج الذي يُدرَس لمساعدي التمريض لابسي الزي الأخضر الذين درسوا دورات».
ودعا الدمستاني ديوان الخدمة إلى «الذهاب للمراكز الصحية ليروا المهمات التمريضية التي يقوم بها الممرضون العمليون، فهم يضمدون الجروح ويعطون الحقن وغيرها ويقومون بدور كبير. وفي عيادات الشركات الخاصة لديهم صلاحيات كثيرة، إذ يصفون الأدوية ويعطون الإجازات المرضية ولهم كل التقدير، والمشكلة ليست مشكلتهم الآن بل مشكلة الوزارة المطالبة بتطويرهم وهم ليسوا خارج السور التمريضي بل داخله وهم أعضاء في جمعية التمريض».
الديري: انتهى عملي مديرة
في التنمية في يوليو الماضي
إلى ذلك، قالت المديرة المؤقتة لجمعية التمريض البحرينية فخرية الديري «احترم وجهات نظر أي شخص في جمعية التمريض ووزارة التنمية، وقد وافقت على قرار وزيرة التنمية بتعييني مؤقتا مديرة لجمعية التمريض، عملي في وزارة التنمية الاجتماعية انتهى في 31 يوليو/ تموز الماضي، وأنا أدير حاليا مركزا استشاريا خاصا بي إلا أنني مازلت أعطي المحاضرات في التمريض مرتين أسبوعيا في أحد المستشفيات الخاصة، كما أنني أجدد رخصتي للتمريض سنويا وأحرص على ممارسة المهنة حتى لا أنسى مهارات التوليد والقبالة، لقد عملت في مجال التمريض 23 عاما وخرّجت مئات الممرضين خلال عملي السابق في كلية العلوم الصحية من ضمنهم بعض أعضاء الجمعية، صحيح أنني لارتباطاتي الكثيرة لا أذهب للجمعية إلا أنني مازلت أمارس التمريض، والتمريض في دمي».
الممرضون في كل العالم منسيون
وواصلت الديري القول: «سأجلس مع الجمعية والممرضين وأسمع منهم وأنا متأكدة أننا سنصل إلى قرار يُرضي جميع الأطراف، وبعد انتخابات الجمعية وجمعيتها العمومية لن أكون موجودة فأنا مديرة مؤقتة، سنصل إلى حل ونعمل للممرضين. وبشكل عام الممرضون في كل العالم منسيون وحقوقهم ضائعة، وسنضع يدنا بيد الممرضين ونتخطى ذلك».
وكان القائم بأعمال الوكيل المساعد لتنمية المجتمع بوزارة التنمية الاجتماعية صرح بأن الوزارة عينت عضو جمعية التمريض البحرينية فخرية الديري لتكون مديرا مؤقتا للجمعية «لما تتمتع به من احترام وتقدير ولما لها من باع طويل في نشاطات المجتمع، وستكون المديرة المؤقتة للجمعية من تاريخ نشر القرار في الجريدة الرسمية».
وبحسب القرار ستكون الديري المتحدث الرسمي الوحيد للجمعية لحين انتخاب مجلس إدارة جديد في فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر، وستكون لها الاختصاصات المقررة لمجلس الإدارة وفقا لأحكام المرسوم بقانون (21) لسنة 1989 والنظام الأساسي للجمعية.
الإقبال الكبير على لبس
الشارات الحمراء مستمرّ
في غضون ذلك شهدت جمعية التمريض إقبالا كبيرا من الممرضين على توقيع عريضة المطالبة بالإسراع في إقرار كادر التمريض المعطل منذ سنوات، بالإضافة إلى الإقبال على لبس الشارات الحمراء التي سيستمر الممرضون في لبسها للأسبوع الثاني على التوالي. وقال المعنيون في الجمعية إن الدفعة الثانية من الشارات الحمراء التي وفرتها الجمعية أوشكت على النفاد نتيجة إقبال الممرضين.
العدد 2170 - الخميس 14 أغسطس 2008م الموافق 11 شعبان 1429هـ