العدد 2169 - الأربعاء 13 أغسطس 2008م الموافق 10 شعبان 1429هـ

علاوة الغلاء وتقصير النواب

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خلال خمسة أيام ماضية وتحديدا في الفترة 3 - 7 أغسطس/ آب الجاري شهد مركز مدينة حمد الاجتماعي زحاما كثيفا جدا من قبل المتظلمين بشأن علاوة الغلاء، هذه العلاوة التي تعقدت كثيرا لتدخل في نفق تراشق الاتهامات بين النواب والقائمين عليها.

مركز التظلمات شهد زيارة خمسة نواب فقط من أصل 40 نائبا و40 عضوا من مجلس شورى، ولنرفع العتب عن أعضاء مجلس الشورى فهم لا علاقة لهم بما يحدث أبدا وبالتالي لا يمكننا أن نلومه على شيء.

من هو المسئول عن ما حدث في كل حيثيات علاوة الغلاء، لجنة علاوة الغلاء أم وزارة التنمية أم مجلس النواب أم الحكومة؟

وزارة التنمية جهة أوكلت لوزيرتها مهمة ترأس لجنة صرف علاوة غلاء المعيشة بعد «فضيحة» نشر الحكومة الإلكترونية أسماء مستحقي علاوة الغلاء، وبالتالي فإن وزارة التنمية تحملت عبء العلاوة رغم عدم مقدرتها بشريا وماليا.

الحكومة أردت الخروج من قضية علاوة الغلاء بأقل الخسائر، وذلك بعد إلحاح النواب على ضرورة صرفها، ولتحسين صورتها أمام المواطنين بأنها تريد أن تساهم هي أيضا في تحسين الوضع المعيشي للمواطن وليس النواب فقط، ولكن بأقل التكاليف.

النواب الذين فرحوا بموافقة الحكومة على صرف العلاوة ليسجلوا بذلك إنجاز ضمن سلسلة الانجازات التي يتشدق بها المجلس مع كل موقف ولحظة تستدعي ذلك، متجاهلين ما بعد الموافقة، ليضعوا مع الحكومة ويصدقوا على ما جاءت به من معايير مجحفة في حق المواطن، اولها ألا يقل دخله وليس أجره عن 1500 دينار، وهو ما شكل معضلة حقيقية للجنة علاوة الغلاء التي وقعت في المصيدة، فكيف تقدر دخل كل رب أسرة؟ فأصحاب المهن الحرة كيف يعرف دخلهم الشهري، الصياد الفقير من يثبت أنه يحصل شهريا على أقل من 1500 دينار؟ لا أحد، صاحب السجل التجاري البسيط هل هو تاجر من أصحاب الملايين أم مواطن على باب الله يترزق؟

لا يستحق العلاوة إلا رب أسرة معيل لأبناء او زوجة وبالتالي هذا المعيار ساهم أيضا في أجحف حق الكثيرين من أبناء هذا البلد وبالخصوص كبار السن والمطلقات والأرامل وغيرهم، فهؤلاء لدى الحكومة ومجلس النواب لا يتأثرون بموجة الغلاء أبدا.

من أدى إلى هذه النتيجة السيئة بشأن علاوة الغلاء هما طرفان، مجلس النواب الذي لم يجادل الحكومة أبدا في معاييرها بل وافقها بسرعة لتحقيق الانجازات والحكومة التي ضحكت على النواب عندما أوقعتهم في شركها وأجبرتهم على إقرار معاييرها للعلاوة.

النواب الذين خرجوا الآن يطالبون بمحاسبة وإقالة أعضاء في لجنة علاوة الغلاء، لم يفكروا يوما بأنهم هم السبب الحقيقي في الأزمة الحالية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2169 - الأربعاء 13 أغسطس 2008م الموافق 10 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً