العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ

الحضور العربي الأولمبي بين السلب والإيجاب

المشاركات العربية في الدورات الأولمبية بدأت قوية جادة تسعى اللجان الأولمبية من خلالها إلى تحقيق نتائج ايجابية. فما الذي حدث ما الذي حوّل المشاركات العربية في الدورات الأولمبية إلى مجرد حضور سلبي يحضر فيها من يحضر لمجرد حضور الاجتماعات والمشاركة لأجل اكتساب الخبرة؟!

قد يكون هذا مقبولا من دول لم تنضم إلى اللجنة الأولمبية الدولية إلا منذ سنوات قليلة، ولكن ما عذر الدول التي انضمت إلى اللجنة الأولمبية الدولية منذ سنوات طويلة، قد نعالج الموضوع بعاطفة بعيدا عن الواقع، أو بأسلوب صحافي بعيد عن التحليل الفني والمنطقي ولكننا لن نستفيد من هذا الأسلوب.

ما الذي حدث في العالم وفي الرياضة العالمية خصوصا حتى أصبحنا على الهامش؟

لم تعد الرياضة اليوم كما كانت عليه العام 1928 عندما شارك العرب ممثلين في الفرق المصرية وحققوا انجازات كبيرة ومشرفة... لقد تطور العالم وتطورت الرياضة، وقطعت أشواطا كبيرة وصرنا في سباق كبير، لم تسعفنا اللياقة فيه. فسبقنا العالم وأصبحنا في نهاية السباق. ولكن آن لنا اليوم أن نتساءل بقوة وبصوت مسموع لماذا؟ آن لنا اليوم أن ننظر إلى أنفسنا كوحدة مجتمعة... قوية... تملك إمكانات كبيرة وكثيرة بشرية ومادية وقيادية. آن لنا أنْ نجمع الصفوف ونعيد التنظيم، وننظر إلى الموضوع نظرة علمية دقيقة، ونعيد على ضوء ذلك كل حساباتنا لمنطلق سؤال كبير.

لماذا يحصد الاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية الميداليات في الدورات الأولمبية؟

ولماذا تحصد الولايات المتحدة الأميركية الميداليات أيضا في الدورات الأولمبية؟

ولماذا استطاعت دول كنّا نعتبرها في عداد المتخلفة رياضيا أنّ تحصد الميداليات الذهبية في الدورات الأولمبية مثل: كينيا أو غيرها.

في اعتقادي أن هناك أربعة أسباب رئيسية يعود لها السبب المباشر في تخلفنا عن ركب حملة الميداليات في الدورات الأولمبية... هذه الأسباب تعود إلى اللاعبين أو اللجان الأولمبية أو الوزارات المختصة أو المعاهد الرياضية. وسنتكلم عن كل سبب من هذه الأسباب ببعض التفصيل.

اللاعب العربي:

يُعاني اللاعب العربي خصوصا في ألعاب القوى من سببين رئيسيين يحولان دون تجاوز مستواه معينا حيث يتوقف عند حد معين لا يتجاوزه.

السبب الأوّل:

هو نقص كمية الهيموجلوبين في الدم. ولا يخفى عن الجميع أنّ الهيموجلوبين هو الذي يغذي العضلات بالأكسجين. وكلما ازدادت هذه التغذية ازدادت فاعلية العضلات وقدرتها. ويعاني اللاعب العربي من نقص شديد في كمية الحديد. كذلك يعاني من نقص شديد في الفوليك أسيد والمغنسيوم. ولاعب ألعاب القوى يحتاج إلى كمية الحديد أكثر من غيره لأنه يحتاج إلى بذل مزيد من الطاقة. وقد قمنا في معهد البحرين الرياضي بدراسة كبيرة عن هذا الموضوع على مجموعة من اللاعبين من البحرين والكويت وقطر. وظهرت هذه السلبية واضحة... ونعتقد أنّ هذا يرجع إلى أسباب كثيرة أهمها سوء التغذية فالعرب في المشرق يقبلون على الأرز بكميات كبيرة جدا ولا يحبون الخضروات ولا الفواكه، لأنهم لم يتعودوا عليها، وعرب المغرب يقبلون على الخبز بكميات كبيرة أما اللحوم والأسماك وغيرها فبكميات قليلة جدا واللاعب العربي بطبيعته يسعى إلى الشبع من دون التغذية الصحيحة وهذه طبعا مشكلة أخرى. لأنّ ما يغذي قد لا يشبع. فقطعة كبيرة من اللحم مع السلطة وبعض الخضروات لا تشبع مثل طبق كبير من الأرز وقطعة صغيرة من اللحم.

كذلك العادات الغذائية السيئة التي تعودها الإنسان منذ الصغر وأصبحت مسيطرة عليه، ومن العادات الغذائية العربية السيئة شرب الشاي بعد الأكل فهذا بدوره يجعل امتصاص الجسم لكمية الحديد أقل.

وإذا كنّا نعتبر عادات الناس مستقرة ونعتبر حبهم لأنواع الأكل أكثر استقرارا، فإن هذه السلبية توثر في اللاعب العربي كثيرا. وقد حاولت بعض الدول معالجة الموضوع بأخذ كمية من دم اللاعب في فترة لا يكون فيها اللاعب يستعد لمسابقة وتحفظ هذه الكمية لمدة ستة شهور أو أكثر، وتعاد إلى اللاعب مرة أخرى لرفع نسبة الهيموجلوبين في دمه قبل أية مسابقة بمدة كافية، وطبعا هذه الطريقة ممنوعة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى لكن بعض دول العالم تستعملها مثل فنلندا، وإيطاليا وغيرها ولكنها تحتاج إلى حذر شديد عند تخزين كمية الدم لمدة طويلة.

العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً