أحرز النجم الأميركي مايكل فيلبس أمس (الثلثاء) ذهبية سباق 200 متر حرة للرجال بدورة الألعاب الأولمبية «بكين 2008» مسجلا زمنا قياسيا جديدا بالسباق، ليصبح خامس بطل أولمبي فقط في التاريخ يحرز تسع ميداليات ذهبية.
وكانت ذهبية فيلبس واحدة من بين ثلاث ذهبيات أحرزتها الولايات المتحدة في السباحة أمس، وبهذا أصبح فيلبس بحاجة إلى ذهبية واحدة فقط من السباقات الخمسة التي مازال سيشارك بها في بكين ليصبح صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية التي أحرزها شخص واحد في جميع مشاركاته الأولمبية.
بكين - أ ف ب
أحرز السباح الأميركي مايكل فيلبس ذهبية سباق 200 م حرة ضمن دورة الألعاب الأولمبية مسجّلا رقما قياسيا عالميا جديدا مقداره 1.42.96 دقيقة أمس (الثلثاء) في بكين.
وكان الرقم القياسي ومقداره 1.43.86 دقيقة مسجلا باسم فيلبس أيضا، وقد حققه في 27 مارس/ آذار العام 2007 في ملبورن.
ونال الفضية الكوري الجنوبي بارك تاي هوان (1.44.85 د)، والبرونزية الأميركي الآخر بيتر فاندركاي (1.45.14د).
والذهبية هي التاسعة لفيلبس في الألعاب الأولمبية بعد ست ميداليات أحرزها في أثينا العام 2004، فعادل الرقم القياسي في عدد الميداليات المسجل باسم أربعة رياضيين في تاريخ الألعاب الاولمبية هم مواطناه مارك سبيتز والعداء الشهير كارل لويس، والعداء الفنلندي بافو نورمي، ولاعبة الجمباز السوفيتية السابقة لاريسا لاتينينا، وأحرز فيلبس أيضا برونزيتين في أولمبياد أثينا.
ويخوض فيلبس خمسة سباقات أخرى في هذه الدورة هي 100 م حرة و200 م فراشة و200 متنوعة والتتابع 4 مرات 200 م حرة والتتابع 4 مرات 100 م متنوعة وذلك في غضون 8 أيام.
وعوض فيلبس بالتالي عدم إحرازه ذهبية هذا السباق قبل أربع سنوات في أثينا والتي كانت من نصيب الاسترالي الشهير ايان ثورب.
فيلبس ينضم للعظماء
وانضم فيلبس إلى العظماء الذين دوّنوا أسماءهم بأحرف ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية إذ رفع رصيده من المعدن الأصفر إلى 9 ميداليات إلى جانب أربعة رياضيين آخرين فقط هم العداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقا لاريسا لاتينينا ومواطناه السباح مارك سبيتز والعداء كارل لويس.
والذهبية التي أحرزها فيلبس أمس (الثلثاء) هي الثالثة له في هذه الدورة، علما بأنه زين عنقه بالذهب ست مرات في أثينا العام 2004 بالإضافة إلى إحرازه برونزيتين أيضا.
ويبدو فيلبس مرشحا لتخطي هؤلاء لأنه يريد تحطيم رقم سبيتز تحديدا الذي أحرز 7 ذهبيات في دورة واحدة في أولمبياد ميونيخ العام 1972.
ويشارك فيلبس في خمسة سباقات إضافية في الدورة الحالية وإذا نجح في الصعود إلى منصة التتويج، وهو أمر شبه أكيد، فقد يرفع رصيده من الميداليات إلى 16 من مختلف المعادن، ليحطم رقما قياسيا جديدا في فئة الرجال من حيث عدد الميداليات والمسجل حاليا باسم لاعب الجمباز الروسي نيكولاي اندريانوف (15 ميداليات: 7 ذهبيات و5 فضيات
و3 برونزيات في العاب 1972 و1976 و1980).
أمّا الرقم القياسي المطلق فتحمله لاتينينا التي أحرزت 18 ميدالية أولمبية هي بالإضافة إلى ذهبياتها التسع 5 فضيات وأربع برونزيات.
يستعد السباح الأميركي اللامع مايكل فيلبس لنزول حوض السباحة الأولمبي من جديد اليوم (الأربعاء) وعينه على تخليد اسمه في سجل الإنجازات الأولمبية.
فلا يحتاج السباح الأميركي الشهير حاليا سوى لميدالية ذهبية واحدة ليصبح أول لاعب رياضي في تاريخ الدورات الأولمبية يحصل على إجمالي عشر ذهبيات عندما يبدأ اليوم في التاسعة و21 دقيقة صباحا بتوقيت الصين (الثانية و21 دقيقة صباحا بتوقيت غرينتش) نهائي سباق 200 متر فراشة ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية الحالية «بكين 2008».
وبعد دقيقتين فقط من انطلاق هذا السباق، سيعرف العالم كله ما إذا كانت نجمة الجمباز السوفييتية لاريسا لاتينينا أو العداء الفنلندي بافو نورمي أو السباح الأميركي مارك سبيتز أو نجم ألعاب القوى الأميركي كارل لويس لم يعد أي منهم يحتفظ بالرقم القياسي الأولمبي لعدد الميداليات الذهبية والبالغ تسع ذهبيات.
في حين أن أنجح لاعب أولمبي على مستوى الألعاب الشتوية هو نجم سباقات اختراق الضاحية النرويجي بيورن دالي برصيد ثماني ذهبيات.
وقال فيلبس أمس (الثلثاء) عقب إحرازه ذهبيته الأولمبية التاسعة من خلال الفوز بسباق 200 متر حرة: «إن مجرد إدراجي ضمن اللاعبين الأكثر فوزا بالميداليات الذهبية إلى جانب أسماء هؤلاء العظماء في التاريخ الأولمبي، هو إنجاز مذهل في حد ذاته. إنه شرف كبير لي من دون شك. لقد التقيت مع كارل لويس وأمضيت معه بعض الوقت، كما أنني تبادلت بعض الكلمات مع سبيتز. إنه أمر مذهل حقا».
ووصل فيلبس (23 عاما) إلى بكين ومعه ست ذهبيات (وبرونزيتين) من أولمبياد أثينا 2004، اذ كان الرجل الوحيد على كوكب الأرض الذي لا يمكن استبعاده من وسط الذين يفكرون في صناعة التاريخ.
والواقع أن فيلبس نجح بالفعل في دخول التاريخ في أثينا اذ لم يسبق لأي رياضي آخر الفوز بثماني ميداليات متنوعة في أولمبياد واحد. وفي بكين، يسعى فيلبس الآن إلى التفوق على سبيتز الذي أحرز سبع ذهبيات في أولمبياد ميونيخ 1972 اذ يشارك فيلبس في ثمانية سباقات مختلفة ببكين.
وقال فيلبس: «لم أقطع حتى نصف الطريق بعد، ولكنني شارفت على إنهاء نصف سباقاتي. وإنْ كانت معظم السباقات المهمة لم تجر بعد. أهتم بكل سباق على حدة وفي وقته، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله الآنَ».
من جانبه، يدرك سبيتز جيدا أن فيلبس سيتقدم قريبا إلى قمة جدول إجمالي الميداليات الذهبية الأولمبية، وربما حتى يتقدم إلى قمة جدول أكثر عدد من الذهبيات المحرزة بأولمبياد واحد.
وقال سبيتز قبل انطلاق أولمبياد بكين: «ربما يكون فيلبس هو أفضل سباح رأيناه في العشرين عاما الأخيرة.
وأعتقد أنه سيتمكّن هذه المرة من تحطيم رقمي القياسي».
ولكن العداء الفنلندي الكبير نورمي قد يظل محتفظا بمركزه في القمة لأنه كان بوسعه زيادة رصيده من الميداليات التي أحرزها فيما بين عامي 1920 و1928 لو كان سمح له بالمشاركة في أولمبياد 1932 الذي حرم من المنافسة فيه لاتهامه بأنه عداء محترف.
وأحرز نورمي ثلاث ذهبيات جماعية مع زملائه، وكذلك الحال بالنسبة للاتينينا. وإنْ كانت نجمة الجمباز الروسية الشهيرة تمتلك أكبر رصيد إجمالي من الميداليات المتنوعة (تسع ذهبيات وخمس فضيات وأربع برونزيات) من الدورات الأولمبية الثلاثة التي شاركت بها فيما بين 1956 و1964.
وشارك سبيتز ولويس في سباقات التتابع، وكذلك فعل فيلبس الذي أحرز ذهبية في العام 2004 لمجرد مشاركته في سباق التتابع 4×100 متر متنوع للرجال في مراحله التأهيلية وليس نهائي السباق نفسه.
كما يشير بعض الأولمبيين إلى لاعب القوى الأميركي راي إوري الذي أحرز عشر ذهبيات (بمفرده) في مسابقات الوثب فيما بين عامي 1900 و1908. ولكن اثنتان من هذه الذهبيات جاءتا فيما أطلق عليها «الألعاب المتوسطة» في العام 1906 بأثينا، والتي أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية في أواخر أربعينات القرن الماضي عدم اعترافها بها كدورة أولمبية صحيحة.
ولكن، حتى في هذه الحالة، يستطيع فيلبس تجاوز إنجاز إوري اليوم، اللهم إلا إذا وقعت كارثة لفيلبس في التصفيات مساء أمس (الثلثاء). فمن المقرر أن ينافس فيلبس أيضا في سباق التتابع 4×200 متر حرة اليوم ما قد يرفع رصيده من الذهبيات الأولمبية إلى 11 ميدالية في نهاية اليوم (الأربعاء).
العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ
