بدّدت وزارة التربية والتعليم يوم الاثنين الماضي كثيرا من الشكوك التي خامرت عقول الناس بشأن شائعات عن عزم الوزارة تطبيق النظام المرن بشكل تدريجيّ مطلع العام الدراسي المقبل 2008-2009، من دون أن تؤكد «التربية» أية معلومة أخرى بشأن المحاولات المستميتة من «البعض» لتطبيق المشروع مستقبلا.

التوضيح الذي جاء في وقته ليطمئن الناس انصرف عن هذه النقطة الشائكة إلى تبرير خطوة تمديد اليوم الدراسيّ للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بأنها جاءت لاستيعاب عدد من المقررات الجديدة، وهو ما يثير المخاوف مجددا من احتمال سعي وزارة التربية مستقبلا إلى تمديد الدراسة بالمرحلة الثانوية لاستيعاب مقرر «خدمة المجتمع» تحقيقا للدوام المرن «شويّه شويّه»، بعد الصدمة التي جُوبه بها المشروع من أولياء الأمور والطلاب والمدرّسين.

كثيرون تمنوا أن يكون لديوان الخدمة المدنية بيان توضيحيّ بشأن الموضوع، وهو الذي ألقيت مسئولية تطبيق النظام المرن على كاهله، وطالبوه بأن يبادر مع وزارة «التربية» إلى تدارس المشروع قبل تطبيقه مع بقية الوزارات والمؤسسات، وألا يتم التطبيق بعد إجراء استبانات سريعة ولقاءات «ممسرحة» ليقال بعدها إن الأهالي والطلاب موافقون على المشروع، فهذا النظام حتما سيُسبّب تغييرا كبيرا في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد، بل وحتى السياسية، فتأخير الدوام يعني وقتا أنسب للقيام بالمظاهرات والمسيرات مساء، وليس في «حمْوة الشمس»، فهل تتورّط «التربية» أو ديوان الخدمة في تلك الأعمال!