العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ

دبلوماسية القوة الناعمة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

صدر الشهر الماضي تقرير عن مؤسسة «كارنيغي» الأميركية بشأن «الدبلوماسية العربية الجديدة»، قال إن كثيرا من الدول العربية التي توصف بالمعتدلة كانت قد رتبت سياساتها بالتناسق والتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بالوضع الإقليمي، بل إن عددا من هذه الدول، مثل قطر والكويت والبحرين تحتضن قواعد عسكرية أميركية، وبحسب التقرير فإن هذه الدول المعتدلة، بما فيها تلك الدول التي تحتضن قوات أميركية، تعتبر السياسة الأميركية الحالية غير مجدية وتأتي بنتائج عكسية، ولذلك فإنها تتوجه لتكوين دبلوماسية جديدة.

التقرير يضيف: لقد رفضت الدول الخليجية مثلا الدخول في حلف مع أميركا ضد إيران، وفضلت الإبقاء على اتصالاتها الدبلوماسية مع طهران، على رغم أنها في الوقت ذاته تبدي خشيتها من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة. ومثال آخر، فإن دول الخليج تسعى إلى التقريب بين حركتي «حماس» و «فتح» في فلسطين، بينما تدعو أميركا إلى عزل «حماس». وأيضا دخلت دول الخليج على السياسة اللبنانية وقامت الدوحة برعاية مفاوضات تصالحية بين الأطراف اللبنانية، بينما كانت أميركا تدعو إلى عزل قوى المعارضة اللبنانية.

التقرير يوضح أنه على رغم أن الدبلوماسية العربية الجديدة تناقض توجهات الإدارة الأميركية، فإنها ليست معادية لأميركا، بل إنها تحاول طرح حلول أخرى لمشكلات عجزت أميركا عن التعامل معها، ولاسيما أن الغزو الأميركي للعراق خلق فراغا في ميزان القوى الإقليمية وهو ما استفادت منه إيران.

لقد خلص التقرير إلى أن أميركا سعت إلى استخدام منطق القوة العسكرية كمرتكز لدبلوماسيتها الجديدة في المنطقة منذ العام 2003، ولكن أثبتت الأحداث المتلاحقة أن التفوق العسكري للقوة العظمى الوحيدة في العالم ليست وسيلة ناجحة لوحدها في الدبلوماسية، بل إن «القوة الناعمة» هي الأهم في أكثر الحالات، وهذا يفسر كيف أن دولة صغيرة مثل قطر استطاعت من خلال «قوة ناعمة» أن تساعد في حل ملف معقد في بلد مثل لبنان.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2168 - الثلثاء 12 أغسطس 2008م الموافق 09 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً