البحرينيون محاطون بالعديد من المشكلات المعيشية والقضايا السياسية، وهو أمر اعتيادي تمر به كل المجتمعات، ولكي تتحلحل المشكلات فإن علينا أن ننظر إليها بكثير من التمعن، وأن نؤمن بإمكانية حلها عبر الإمكانات الخلاقة والمشاركة الفعالة لمختلف الأطراف المعنية. ومن هذا المنطلق، فإن «الوسط» تفتح الحوارات بشأن القضايا المهمة، سواء كانت تتعلق بالسجناء الذي يتهمون في قضايا أمنية أو أولئك المفرج عنهم الذين يروون ما حدث لهم. ونحن كصحيفة يتوجب علينا أن نسلط الأضواء - بقدر استطاعتنا - على مختلف زوايا المشكلة بهدف حلها، وعلينا أن نستمع الى الآراء الباحثة عن مستقبل أفضل لجميع فئات المجتمع.

تحدثت «الوسط» مع عدد من المفرج عنهم خلال الأيام الماضية ونشرت وجهات نظرهم تجاه ما يجري من أحداث، وحرصا من الصحيفة على تغطية الموضوعات الأخرى التي يتوجب علينا أن نطرحها، فإننا أيضا نفتح اليوم الحوار بشأن بعض المظاهر التي دخلت على الساحة البحرينية، مثل رفع الصور وترديد الشعارات، التي يمكن تلبيسها أمورا شتى.

البعض يقول إنه يمكن أن نغض الطرف عن هذه الأمور، ولكن إذا استفحلت آثارها ووصلت إلى حد لصق تهم بفئة كبيرة من المجتمع بتهم ليست لهم علاقة بها فيتوجب علينا أن نتحاور بصراحة بشأنها. فموضوع رفع صور رموز دينية - سياسية ذات حساسية معينة فيما يتعلق بالوضع البحريني، طرق من قبل، ولكن ليس بالدرجة التي تخلق حوارا جادا ينتهي إلى نتيجة محددة.

هناك الكثير من الذين ينتهجون الجوانب العاطفية في العمل السياسي، ولكننا إذا لم نلتفت فستتحول البحرين إلى ما يشبه الفن المسرحي الياباني الذي يطلق عليه «كاريوكي»، وهو شكل من أشكال الفن على نمط التقليد المتقن، إذ يقوم أحد الأشخاص ويغني أغنية لأحد المطربين المشهورين، وكلما اقترب هذا «الهاوي» من أسلوب الفنان الأصلي، صعد مستواه في الكاريوكي.

إننا نعتقد بأن أهل البحرين لا يحتاجون إلى أي نوع من أنواع «الكاريوكي» السياسي، لأن هذا النوع مضر جدا، ومن يعترض على مقدار الضرر الذي يتسببه هذا النوع من العمل السياسي فما عليه سوى قراءة ومتابعة الأحداث منذ العام 2001 حتى اليوم. إن أهل البحرين لديهم من الأصالة المتجذرة في حضارة هذه الأرض الطيبة ما يؤهلهم إلى أن يمارسوا عملا سياسيا احترافيا يحقق لهم مطالبهم السياسية العادلة.