الأداء القوي والرائع الذي قدمه المنتخب المصري الأول لكرة اليد في مواجهة بطل أوروبا وأحد أبطال العالم المنتخب الدنماركي والتي انتهت بالتعادل بين المنتخبين 23/23 يبيّن أن العرب قادرون فعلا على منافسة أعتى وأقوى المنتخبات العالمية في مختلف الألعاب متى توافرت له الإمكانات والدعم المطلوب.

إن نظرية تفوق العنصر الأوروبي والأميركي ليست نظرية عملية على رغم أن بعض الشعوب تتفوق في رياضات معينة بشكل طبيعي نتيجة توافق بنيتها الجسمانية مع هذه الرياضة، غير أن ذاك لا يعني أننا غير قادرين على الفوز بالميداليات الأولمبية في مختلف الألعاب. الصينيون من خلال الإعداد القوي والاهتمام بالنشء تمكنوا من منافسة الولايات المتحدة الأميركية في ألعاب تقليدية عرفت بالسيطرة الأميركية عليها مثل ألعاب القوى وحقق أحدهم الميدالية الذهبية في أولمبياد أثينا في سباق الـ400 متر موانع وسط ذهول المتابعين.

المصريون ومن خلال أدائهم المميز على مستوى لعبة جماعية بصعوبة لعبة كرة اليد، وفي مواجهة منتخب عملاق يمتاز ببنية جسمية هائلة ولاعبين على أعلى مستويات أعادوا إحياء الأمل في الإنسان العربي الذي لا يقل شأنا عن بقية شعوب العالم سواء من حيث الموهبة أو الإرادة.

لاشك في أن أولمبياد بكين مازالت في بدايتها، والمنافسات الحقيقية في الكثير من الألعاب لم تبدأ بعد إلا أن التوقعات لا تبشر بالكثير بالنسبة إلى الدول العربية، في ظل أن الإعداد ليس خلال السنة الماضية طبعا ولكن خلال العقود الماضية لم يكن على المستوى الذي يؤهل اللاعبين للتحول إلى أبطال أولمبيين.

في الوطن العربي نحتاج إلى ثورة رياضية تصحيحية على مستوى إعداد الرياضيين الأولمبيين بما يوفر لهم الرعاية والاكتشاف منذ الصغر وحتى التحول إلى أبطال أولمبيين بالمرور بالمراحل المطلوبة في هذا المجال، ومن دونه فإن لاعبينا سيستمرون بالمشاركة والمشاركة فقط من دون أن نصل إلى ما نصبو إليه.