العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ

نعول على الشباب لتشكيل كوكب أكثر أمنا

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

لسنا بحاجة إلى دراسة علم المناخ بما ينطوي عليه من تعقيد لندرك أمرا في غاية البساطة ألا وهو: أن عالمنا يخطو مسرعا نحو المتاعب. ولقد شهدت هذا بنفسي عندما زرت في العام الماضي أنتاركتيكا حيث بدأ الجليد الذي يكسوها منذ قديم الزمان يذوب بمعدلات تفوق كثيرا في سرعتها ما كنا نتصوره في بادئ الأمر.

والواقع إن تغير المناخ يمكن، لو أُهملت معالجته، أن يأتي على ما أُحرز من تقدم صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ويمكن أيضا أن تكون له تداعيات خطيرة على السلام والأمن.

وما لم نغير بصورة جذرية طريقة حياتنا، فإنه عندما يصبح شباب العام 2008 في عمري، سيكون العالم قد تحول إلى مكان غير صالح للسكنى وسيُحتفل العام الحالي باليوم الدولي للشباب تحت شعار «الشباب وتغير المناخ: دقت ساعة العمل».

شباب اليوم هم الذين سينوؤن بتبعات تغير المناخ وهو بئس ما ترك الأسلاف. ففي الكثير من البلدان النامية بوجه خاص، غالبا ما يتحمل الشباب، لاسيما الفتيات والنساء، مسئولية الزراعة وجلب الماء وجمع الحطب. وستزداد هذه المهام صعوبة - بل وستقتطع مزيدا من وقت التعليم أو الأنشطة المنتجة - بسبب تأثير تغير المناخ على كميات المياه المتاحة وعلى الإنتاجية الزراعية وقدرة النظم الإيكولوجية على الصمود.

إلا أن الشباب قادرون أيضا على الإسهام في مكافحة هذه الظاهرة الآن. فهم بارعون في نشر أي عادات وتكنولوجيات جديدة، وهم قادرون على التكيف ويمكنهم تطويع أساليب معيشتهم سريعا وتبني شكل للحياة وخيارات مهنية يقل فيها استعمال الكربون. ومن ثم، ينبغي منح الشباب فرصة المشاركة على نحو فعّال في عملية صنع القرار على الصعد المحلي والوطني والعالمي، فهم يمكن أن يكونوا سندا قويا للمبادرات التي من شأنها أن تفضي إلى اعتماد تشريعات بعيدة الأثر.

ولسوف نحتاج بشدة إلى الشباب وروحه المتقدة حماسا في عالم يسعى إلى تبني أشكال من الطاقة، ومن بينها الموارد المتجددة، أنظف وأكثر قابلية للاستدامة.

الواقع أن التحول إلى اقتصاد يقل فيه الاعتماد على الكربون، وهو هدف نأمل أن يشهد الشباب تحققه في حياتهم، يوفر فرصا هائلة، ليس أقلها أن النمو الاقتصادي الذي تقويه الطاقة النظيفة والابتكارات التكنولوجية سيهيئ فرص عمل يمكن أن تسهم في تخفيف حدة مشكلة بطالة الشباب وهي مشكلة عالمية تنذر بعواقب وخيمة.

وفي اليوم الدولي للشباب، أحث شباب العالم على استثمار طاقاتهم وأفكارهم النيرة في تشكيل كوكب أكثر أمانا وقدرة على البقاء.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً