على مر الأزمان وصفت الشعوب الإفريقية والآسيوية بالشدة والصبر وتحمل ضربات الحياة وقسوتها لدرجة يصعب تمييز الذكور من الإناث فيها، ونظرا إلى ارتباط الشعوب الخليجية بالعمالة الآسيوية الوافدة لاحتكاكها بها منذ عقود بشكل مباشر، لا يختلف اثنان على صدق ما يقال عن صبر تلك الشعوب في أصعب الظروف.

اللافت الى أن ذلك الثبات لم يصبر أمام هول ما يلاقى في مجتمع صغير كالمجتمع البحريني فما كان من تلك الشعوب الصبورة سوى تعليق المشانق، إذ سجل العام الجاري قضاء 6 آسيويين انتحارا بالشنق من الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي وحتى نهاية يونيو/ حزيران الماضي أي بمعدل واحد في كل شهر وهي نسبة وفق التقديرات تعد عالية.

شاهدنا من هذا الحديث بأن تلك الشعوب الصبورة والأجساد التي لا تعترف بلهيب شمس أو بشتاء قارص، رواتب متدنية ومعاملة قد تكون مهينة في كثير من الأوقات لم تصمد أمام ما تلاقي في البحرين، ولم يكن أمامها سوى خيار تعليق المشانق وإنهاء صفحة المعاناة، فكيف بالمواطنين البحرينيين الذين يلطمهم غلاء الأسعار تارة وتنخر في أجسادهم الطائفية تارات أخرى، ويشعرون بوجود فجوة بينهم وبين أشقائهم في دول الخليج، وبح صوتهم بالمطالبة بتوزيع عادل للثروة ونيل «منزل العمر» ووظيفة تضمن لهم حياة كريمة وإثبات وطنيتهم في كل محفل.

صفحات أؤلئك المواطنين لا تقل وجعا وصبرا طوال عقود لم ينالوا حقهم حتى الآن.