من المتوقع أن تشهد البحرين تغييرا كبيرا في تجارة التجزئة مع افتتاح مجمع «سيتي سنتر» مطلع الشهر المقبل، وهو تغيير لا يقل أثرا عن النقلات النوعية السابقة. ففي السبعينيات من القرن الماضي كانت السوق التي تجتذب الناس هي «شارع الشيخ عبدالله» و «باب البحرين»، والشوارع والأسواق المحيطة، ولكن كل ذلك تغير لاحقا مع افتتاح السوق المركزي التي غيّرت قواعد السوق حينها. ولكن بعد ذلك، في الثمانينيات، برزت «سوق واقف» وأثرت في تجارة التجزئة، وقد استفاد حينها الذين لم يستطيعوا ولوج السوق المركزي.
في التسعينيات تغيّرت السوق مرة أخرى مع افتتاح مجمعي العالي والسيف، وتغيرت معهما معالم البحرين، وازداد عدد الزائرين من خارج البحرين (أكثرهم من السعودية) من أجل التسوق، وقد أدى النجاح المتواصل للمجمعات إلى أن يوسّع المجمعان من مساحتهما وطاقتهما الاستيعابية نهاية العام الماضي.
سيتغير الوضع مرة أخرى مع افتتاح مجمع «البحرين سيتي سنتر» الذي يفوق حجمه وتسهيلاته أكثر من ضعف ما يوفره مجمع السيف للمتسوقين والعوائل، وستشهد تجارة التجزئة حدثا بارزا مع افتتاح أكبر أماكن التسوق المغلقة التي ترافقها حديقة مائية و20 شاشة سينما وأكثر من 300 متجر وتسهيلات ترفيهية للعوائل مع أطفالها مع فندق ومواقف سيارات.
«سيتي سنتر» سيكون أكبر مجمع، وستزداد عدد المجمعات بمختلف أنواعها، وهنالك ما سيكون مخصصا لمرتفعي الدخل مثل «مودا مول»، على حين سيكون «سيتي سنتر» و «السيف» وغيرهما للطبقة المتوسطة، وستكون هناك مجمعات في متناول فئات الدخل المحدود... وباختصار فإن قطاع التجزئة سيمثل نجاحا آخرَ للبحرين، تماما كما مثّل القطاع المصرفي نجاحا ملحوظا يزداد نموا على رغم المتغيرات.
إن ما نأمله من هذه الطفرة أن يتحسن مستوى دخل البحرينيين الذين يعملون في جميع المجمعات، وحاليا توجد بعض المحلات في المجمعات الرئيسية التي تدفع معاشات مجزية للعاملين لديها مع مميزات ملحوظة. فإذا أردنا لهذا القطاع أن ينمو بصورة صحية - كما هو حال القطاع المصرفي - فإن الأهم من السلع التي ستباع هو الاهتمام بالموارد البشرية البحرينية والاعتماد عليها بأكبر قدر ممكن.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ
