العدد 2211 - الأربعاء 24 سبتمبر 2008م الموافق 23 رمضان 1429هـ

دعوة للتأمّل

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

لإننا في شهر رمضان الفضيل، شهر العبادة والتقرّب الى الله سبحانه في طلب المغفرة والهداية، فإن النفس تتوق الى التفكر والتأمل في كلّ الشئون الحياتية التي نعيشها وتؤثر في حياتنا بشكل مباشر أو غير ومباشر . ونتساءل بعد كل محطة تفكير لماذا لا نجتمع دائما على الخير؟... ولماذا لا يعمل كلّ فرد في المجتمع سواء كان مسئولا كبيرا او انسانا بسيطا من أجل خير مجتمعه الذي يمتاز بالبساطة والعفوية، ولماذا يحاول البعض تغيير مجتمعنا الذي يعد مثاليا لو قيس بالمجتمعات الأخرى المتنافرة البعيدة عن بعضها بعضا ، فلا تشعر فيها بطعم المحبّة ولا الإخوة أو الأسرة الواحدة ... فاتذكر أكثر ما أتذكر من حياتي البسيطة التي عشتها في فريق الفاضل « ملفى الأياويد» أن كل الطوائف تعيش أسرة واحدة لا يُوجد فيها مَنْ يفاضل نفسه على بقية خلق الله سواء كان عربيا أو أعجميا، فالكل سواسية أمام الخالق جلّ شأنه الذي جعل لنا الدنيا مرتعا للآخرة نحصد ما زرعناه بعيدا كلّ البعد عن زيف الحياة التي يُحاول البعض في وقتنا الحالي أن يزج بها في مجتمعنا البحريني الأصيل .

وهذا بشأن الحال في رياضتنا التي عرفنا فيها أسماء لامعة لفرق قوية لها شخصيتها واعتباراتها وكيانها وجماهيرها. اذ مازالت الذاكرة تحتفظ أسماء اللاعبين المبدعين، كما تحتقظ بأسماء الإداريين أو الحكّام العتاولة أصحاب الشخصيات القوية التي كانت تدير الملاعب المفتوحة بقوّة وصلابة لا مثيل لها ... ذلك كان يظم المجتمع الرياضي العديد من اللاعبين المجنسيين الذين توالدوا في البحرين ومرّ عليهم ردح من الزمن لذلك لم نكن نشعر بالغرابة في ذلك ولم نكن نحسس هؤلاء اللاعبين بالتفرقة، بل كنّا نعيش جميعا في مجتمع واحد اسمه المجتمع البحريني الأصيل الذي لا يتغيّر لمجرد وجود شخص أو لاعب مجنس إلا أن ما يحدث الآن - للاسف - فقد انقلبت الرآية وأصبح اللاعب المجنس في مجتمعنا هو مَنْ يلقى الرعاية والاهتمام وحين بدأ المحرّق في تجنيس اللاعبين في خطوة للاستفادة من إمكانياتهم حذرنا من ذلك وقلنا إنها ستؤثر على مستقبل هذا الكيان الرياضي الكبير ... فالمحرّق اسم يتغنّى به كلّ مَنْ عرف كرة القدم البحرينية ، بفضل جيل بن سالمين وبونفور ثم جيل سلمان شريدة وحمود سلطان.. ثم أجيال تفتخر بها جزيرة المحرّق ، ولكنهم بأي حال من الأحوال ليسوا اجيال اللاعبين المجنسين الذين استفادوا أقصى استفادة من اسم المحرق ثم غادروه وكأنّ شيئا لم يكن ؟

رحمة الله على، عبد الرحمن عاشير عاشق المحرّق ، وهو أوّل من أسس مجلة رياضية بحرينية في دول الخليج اطلق عيها اسم مجلة « الرياضة « ...خدم المحرّق أكثر من 60 عاما، منها 40 عاما كأمين سر لنادي المحرّق، وكان دائما يقول « المحرّق قوي بابنائه المخلصين» ! فمثل هؤلاء الأشخاص كانوا يزرعون فينا الحب لفرقنا والولاء لأنديتنا والانتماء الى مجتمعنا البحريني الأصيل سواء كان في المحرّق أو المنامة او الرفاع او إحدى القرى !

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2211 - الأربعاء 24 سبتمبر 2008م الموافق 23 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً