تسلم «الوسط الرياضي» بيانا من رئيس العلاقات العامة بنادي المالكية هاشم العلوي عن سوء الأوضاع التي يعيشها النادي، جاء فيه:
هي العقبات والصعوبات نفسها تتكرر من جديد هي المشكلات نفسها لم تتغير بل وتراكمت وأصبحت كابوسا يؤرق عمل مجلس الإدارة، إن الارهاصات التي عانت منها الإدارات السابقة تتجدد لنا كمجلس إدارة منتخبة حديثا، على مدى عدة سنوات متتالية تأتي كل إدارة لتستلم حقيبة النادي خالية ومصفرة من أبسط مسلتزمات العمل الإداري والرياضي. لعدة سنوات طويلة ظل النادي يفتقر لوجود طاولة اجتماعات سليمة وكراس مناسبة لعقد الاجتماعات، كما ويفتقر النادي لوجود مكان ملائم لاستقبال الضيوف والزوار. حتى في بعض الأوقات كان للرجال المخلصين للنادي وقفات جميلة ينبع منها الوفاء والتفاني لهذا الصرح، ويتمثل ذلك بفتح مجالسهم الخاصة لعقد الاجتماعات واستقبال ضيوف النادي حتى واستخدامه مكانا للمناسبات مثل إقامة حفل للتكريم عند تحقيق أي إنجاز. إن الصالة الرياضية الموجودة بشكلها المتواضع في مبنى النادي تحمل اسما على غير مسمى، فهي تخلو من أبسط الأجهزة والأدوات الرياضية التي من البديهي وجودها في أي ناد، على سبيل المثال تفتقر الصالة وجود طاولة تنس واحدة! وإلى آخره من الأجهزة الرياضية التي يحبذ ممارستها الشباب والأطفال. في إحدى المرات عند دخولي للنادي استوقفني طفل يبلغ من العمر العاشرة وقال لي: «متى سيشتري النادي طاولة بليارد لنلعب بها؟ الإجازة الصيفية شارفت على الانتهاء ولم نجد ما يسلينا في وقت فراغنا» في الحقيقة عجز لساني أن أصارح الطفل بالحقيقة المرة وهي عجز النادي من الناحية المالية وصعوبة تحقيق أمنيته في الوقت الراهن واكتفيت بالقول «سنشتري قريبا...!».
إن مبنى النادي بشكل يومي يستقبل ما يقارب 100 إلى 150 شخصا، وأن الغالبية العظمى هم من فئة الشباب لا تجد البدائل المتوافرة والتي تقع ضمن محيطه، والتي من خلالها يستطيع ان يملأ الشباب وقت فراغه وتكون ضالته الوحيدة موجودة في مبنى النادي الذي لا يوفر لهم سوى (الدكة) التي يجلسون عليها ويستمتعون بمشاهدة المباريات. إن المالكية يزيد عدد سكانها على ما يقارب 7 آلاف نسمة، فقد ظلت لعدة سنوات طويلة ومازالت تفتقد وجود الأماكن المهيئة لاستقبال الشباب والأطفال، فلا يوجد ناد متكامل المرافق ولا توجد حدائق ترفيهية ولا توجد مكتبة عامة ولا توجد مراكز ثقافية أو اجتماعية تقدم برامج وأنشطة موجهه للشباب والأطفال، فجميع ما ذكر ان لم يتم توفير ولو جزء بسيط منه فإلى أين تتوقع أن يتجه الشباب؟ وكيف سيفكر؟ وماذا سيفعل؟
النادي وبمجهود طاقم أعضائه يحاول أن يوفر المناخ الملائم بقدر المستطاع للشباب، وأن يجمعهم ويلمهم ويحتضنهم ضمن بيئة تنمي وتعزز من مهاراتهم الرياضية وتكسبهم المعرفة والنضج الثقافي، ولكن نحن كمجلس إدارة جديدة نشعر بالإحباط والعجز عن تحقيق تطلعات وآمال أعضاء الجمعية العمومية وشبابنا في ظل وجود جو لا يدعو للتفاؤل، هناك تراكمات كثيرة ومهمات عدة موكلة إلينا يتطلب تنفيذها وفي ضوء المعطيات الموجودة برأيي لن نتحرك خطوة واحدة إلى الأمام.
حديثا، كانت هناك عدة زيارات من قبل مسئولين في المملكة إلى المالكية وتشرف النادي بزيارة خاطفة لرئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، وكان يحمل توجيهات من قبل الملك المفدى ووعود بتذليل الصعوبات وتوفير متطلبات واحتياجات النادي، إذ لمسنا سرعة التجاوب من خلال البدء في إنشاء ملعب كرة قدم والكرة الطائرة الشاطئية قرب الساحل، وهذه الترجمة لتعطينا دفعة معنوية ونحن بانتظار ما هو معهود من الملك المفدى. إن الزيارات الأخيرة والمتكررة لرئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الأخيرة لهي محل تقدير واعتزاز من قبل أعضاء ومحبي النادي، فهم يشعرون بمدى جدية ورغبة المسئولين في المملكة بأن يكون للنادي مرافق رياضية متكاملة وعلى مستوى طموح وتطلعات شبابه. وعلى سبيل المثال لا الحصر فالشباب يترقبون أن يكون لناديهم مسبح رياضي وصالة رياضية متعددة الأغراض ومدرجات للجماهير وصالة للمسرح ومركز تعليمي وثقافي، والاستفادة من قطعة الأرض المجاورة للملعب ليتم بناء منشآت رياضية واستثمارية تعود بالنفع للنادي على المدى البعيد.
كلمة أخيرة... إن الأمم تتقدم بتطور مؤسساتها الرسمية والخاصة والأهلية، وبتكاتف وتعاون جميع قطاعات المجتمع يكون للبلد شأن خاص على الخريطة الدولية، وإن تحقيق أعلى مستويات التنمية البشرية بمختلف أطيافها غاية تصبو اليها جميع الحكومات، وللوصول اليها يتطلب العمل جنبا إلى جنب المؤسسات الاهلية والخاصة.
وسؤال دائما ما يتكرر وهو متى يكون للقطاع الخاص دور في عملية النمو الرياضي في البلد؟ نحن كعاملين في الرياضة نرى أنه يتوجب على القطاع الخاص أن يولي اهتماما مسئولا وأكبر إلى الرياضة في المملكة، وألا يغفل دوره في تحسين وتطوير البنية الرياضية، وأن يساهم في تبني المشروعات والبرامج الموجهة إلى الشباب والرياضة، إذ إن الاستثمار في الرياضة والرياضيين أصبح محط أنظار المؤسسات والشركات العالمية ورجال الأعمال في الدول الغربية والمتقدمة، لما له من مردود إيجابي ويمثل صفقة ناجحة على مدى المستقبل المنظور. كوني أحد أعضاء النادي آمل أن نتلقى تجاوبا من قطاع الشركات والبنوك والمؤسسات التجارية في تبني مشروعات النادي وتمويل أنشطته بما يتلاءم مع المتطلبات والمعطيات الراهنة، فنحن أندية القرى في أمس الحاجة للوقوف إلى جانبنا؛ نظرا إلى ما يشكله شباب القرى من نسبة كبيرة من أبناء الوطن، ونحن نؤمن بأن القطاع الخاص شريك رئيسي في بناء المجتمع وله دور بارز في عملية النمو الاقتصادي إلى جانب الحكومة، فالشراكة الفاعلة مطلوبة على كل الأصعدة وجميع ذلك من أجل البحرين وأهلها.
العدد 2165 - السبت 09 أغسطس 2008م الموافق 06 شعبان 1429هـ