العدد 2165 - السبت 09 أغسطس 2008م الموافق 06 شعبان 1429هـ

الملاريا عدو التنمية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حصلت الهند على منحة مالية كبيرة من البنك الدولي، بلغت 520 مليون دولار، لمساعدتها على مكافحة مرض الملاريا الذي يعاني من وطأته أكثر من 100 مليون شخص في البلاد. وتهدف المنحة، التي صاغتها الحكومة الهندية مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة لمكافحة الأيدز والسل والملاريا، لتوفير خدمات الوقاية عبر الناموسيات ورش بؤر البعوض وعلاج العدد الهائل من المرضى.

يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أطلقت في أبريل/ نيسان الماضي، عبر أمينها العام، بان كي مون، مبادرة عالمية تهدف إلى الحد من الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الملاريا بحلول العام 2010. تتضمن المبادرة، التي جاء إطلاقها في أول يوم تخصصه المنظمة الأممية لمرض الملاريا آنذاك، توفير المبيدات لرش الفضلات، وتوفير الناموسيات للأسرة، للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض.

وتساهم الملاريا في إعاقة برامج التنمية الهندية، إذ تقع أكثر من مليوني حالة من الملاريا في الهند سنويا، ما يفقد نيودلهي نحو 80 مليون يوم إنتاج سنويا، ويعتبر التمويل الذي وفره البنك أكبر مشروع لمكافحة الملاريا في بلد واحد، وفقا لموقع الأمم المتحدة الإلكتروني.

ويفتك المرض بأكثر من مليون شخص سنويا، يعيش أكثر من 90 في المئة منهم في إفريقيا، إذ ينتج عن المرض فقدان حوالى 12 مليار دولار سنويا من إجمالي الناتج المحلي للقارة الإفريقية.، وغالبيتهم من الاطفال. وتستأر إفريقيا (جنوب الصحراء) بحصة الأسد من ضحايا هذا المرض، إذ تزيد نسبة الوفيات الناجمة عن الملاريا على 80 في المئة من حالات الوفيات والتي تزيد على مليون حالة سنويا. ويفتك هذا المرض بالأطفال الذين تصل ضحاياه منهم إلى 18 في المئة من وفيات الأطفال تحت سنّ الخامسة على نطاق القارة الإفريقية، الذين كما تصور حالتهم المديرة التنفيذية لـ (يونييسف) آن م. فينمان «في إفريقيا هناك طفل واحد يموت كل 30 ثانية بسبب الملاريا.» هذا يجعل حوالي 800 ألف طفل إفريقي، ممن هم دون سن الخامسة من أعمارهم، يموتون سنويا بداء الملاريا.

وفي إثيوبيا، يزيد عدد حالات الإصابة بالملاريا على 9 ملايين حالة كل عام. لكن الملفت للنظر بالنسبة لإفريقيا أنه حتى دولة غنية بالنفط مثل نيجيريا والتي يستشري فيها الفقر، على رغم ذلك، تصل نسبة الإصابات بالملاريا إلى 20 في المئة من حالات الإصابة على مستوى العالم. هذا يعني ان هناك حوالي 110 ملايين حالة كل عام بين عموم سكانها البالغ عددهم أكثر من 130 مليون نسمة. وفي نيجيريا نفسها يعتبر مرض الملاريا مسئولا عن حوالي 29 في المئة من وفيات الأطفال، و11 في المئة من وفيات النساء الحوامل.

هذا الواقع المأسوي هو الذي أرغم البنك الدولي على مضاعفة التمويل الذي يقدمه لأغراض جهود مكافحة الملاريا في إفريقيا، وخصوصا نيجيريا، ويوافق في العام 2005 على تقديم مبلغ 180 مليون دولار لصالح مكافحة هذا المرض في نيجيريا، أكبر البلدان الإفريقية من حيث عدد السكان.

وليس أدل من فداحة الخسائر التي تتكبدها البلدان الإفريقية، وخصوصا نيجيريا، من اضطرار العالم إلى إطلاق ما يعرف اليوم بمبادرة «شراكة نحو الملاريا» التي يرأسها وزير الصحة النيجيري أيتايو لامبو، والتي هي عبارة عن برنامج شراكة فيما بين البلدان المعنية ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والبنك الدولي، ومنظمات غير حكومية، ومؤسسات عمل خيري، وغير ذلك من الشركاء الآخرين. وتستهدف هذه الشراكة توفير نهج عالمي مُنسق في جهود مكافحة الملاريا، وتخفيض حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة به في إفريقيا بحوالي 75 في المئة بحلول العام 2015.

وقد أتاح هذا البرنامج الذي يغطي عشر سنوات - وهو حاليا في مرحلته الأولى المكثفة التي تمتد لثلاث سنوات (يوليو/ تموز 2005 إلى يونيو/ حزيران 2008) - موارد تمويلية بقيمة 370 مليون دولار إلى 14 بلدا على مدى الأشهر العشرين الماضية. وفي معرض حديثها عن هذا البرنامج، تقول منسقة برنامج تعزيز مكافحة الملاريا بالبنك الدولي ماريس بيير - لويس: «إن هناك خمسة مشاريع أخرى قيد الإعداد في الوقت الحالي ستوفر ما مجموعه 446 مليون دولار أميركي تقريبا».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2165 - السبت 09 أغسطس 2008م الموافق 06 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً