المتتبع للحركة المسرحية في منطقة الخليج، يلاحظ أن هذه الحركة تأثرت بكثير من العوامل التي جعلت من فنان اليوم ينصرف من المسرح إلى الأعمال الدرامية التلفزيونية الأخيرة بسبب كثافتها، رغم أن المسرح كان في فترة سابقة يحمل فكرا وهما تنويريا في ترجمة الكثير من الأمور المستمدة من واقع المجتمعات.
ببساطة كان المسرح موازيا للهاجس النقدي الأدبي والفني التشكيلي على اعتبار انه رافد من روافد الثقافة، أما ما نشهده حاليا في الساحة فهو غياب هذا النوع من المسرح رغم أن هناك بعض الاستثناءات التي يشكر عليها القائمون سواء في البحرين أو بعض الدول الخليجية.
اما في الوقت الحالي فإن دور المسرح اتجه إلى نوع آخر، إذ أصبحت فيه «الضحكة» مفتعلة و«البكاء والصراخ» هو ما يميز اغلب هذه المسرحيات التي تأتي بالعادة في مواسم الأعياد والمناسبات الأخرى على غرار المسلسلات التلفزيونية الخليجية التي نشهدها بكثرة في شهر رمضان.
لقد عزف الجمهور عن حضور المسرحيات بسبب غياب الجاد منها، وأصبح جمهور المسرح الخليجي الآن مختلفا عما كان عليه في السبعينات وصولا إلى منتصف الثمانينات.
في حين أن المؤسسات الثقافية مازالت تتعامل مع المسرح على انه مناسبة أو مهرجان سنوي رغم استطاعتها تقديم أفضل من ذلك من خلال المساهمة في دعم المسرح والمسرحيين واحتضان المواهب.
ونحن في البحرين نأمل من الجهات المعنية بالدولة أن تعيد النظر في وضع المسرحيين والمسرح، ولعل معاودة فتح موضوع «تفريغ المسرحي المخضرم عبدالله السعداوي»، الذي طال عليه الدهر، قد يكون نقطة البداية لتطوير الحركة المسرحية في البحرين وإرساء تقاليدها.
العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ