العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ

«أسمهان» يعرض حصريا على «MBC»

حصلت «MBC» على العرض الحصري الأول لمسلسل «أسمهان» الذي كتبه بسيوني عثمان ونبيل المالح ويخرجه التونسي شوقي الماجري الذي اختار السورية سلاف فواخرجي لدور أسمهان، والمصري أحمد شاكر ليقدم شخصية النجم فريد الأطرش. وتلعب اللبنانية ورد الخال شخصية الأميرة اللبنانية علياء المنذر، وفادي إبراهيم في دور الملحن اللبناني فريد غصن.

ويواصل فريق عمل المسلسل (الذي يشارك فيه 259 ممثلا وممثلة، منهم 165 من مصر) حاليا تصوير مشاهد الحوادث المصرية بمدينة الإنتاج الإعلامي بعد انتهاء تصوير جميع المشاهد السورية، التي تصور فترة طفولة ومراهقة وشباب أسمهان وسط عائلتها من أمراء الدروز.

وجاء اختيار الممثلة التي ستقوم بدور أسمهان بعد جدل شديد وحيرة دارت بين عدة أسماء فنية بارزة على الساحة الفنية، مثل المطربة اللبنانية نانسي عجرم، الممثلة الفلسطينية الصاعدة نسرين طافش، المطربة كارول سماحة، دينا حايك، صفاء رقماني وغيرهن إلى أن استقر الأمر في النهاية على سلاف فواخرجي.

وعن الشائعات التي ترددت عن وجود خلافات مع الورثة وأنهم غير موافقين على ظهور المسلسل للنور، قال المنتج كتكت لإحدى الصحف العربية: «لا توجد أية مشكلات مع الورثة الحقيقيين لأسمهان، والذين طالبوا بوقف تصوير المسلسل ليسوا الورثة الحقيقيين، وقد حصلت على أحكام قضائية نهائية من سورية وموافقة الحكومة والتلفزيون العربي السوري على التصوير، والتقيت الوريث الأصلي الأمير فيصل الأطرش، وقدم إلي سيناريو بخط يده للمسلسل لتقديمه في أفضل صورة، وكان متجاوبا معي لدرجة كبيرة، وهنا لابد أن أشيد بتعاونه معي».

وأكد كتكت أن الأطرش لم يتدخل من قريب أو بعيد في اختيار الأبطال، لأن هذا في المقام الأول والأخير مهمة المخرج الذي وقع اختياره عليه بعد أن أعجب بأعماله وفكره، ويتابع: «كل عوامل الإنتاج متوافرة لتقديم مسلسل عالمي، وهناك على سبيل المثال: مديرو التصوير والإضاءة من بولندا، والكوافير مجدي خلف والماكياج محمد عشوب، والتكلفة الفعلية للمسلسل حتى الآن وصلت إلى 3 ملايين و500 ألف دولار، وربما يكون أول عمل درامي يصل إلى هذه الموازنة الضخمة».

يذكر أن أسمهان، واسمها الحقيقي آمال الأطرش، ولدت على متن سفينة متجهة من اليونان إلى بيروت العام 1917، وكان والدها الأمير فهد فرحان إسماعيل الأطرش من جبل العرب في سورية، ووالدتها علياء المنذر من بلدة حاصبيا في الجنوب اللبناني. ومعروف أن والدها كان على صلة بالثورة السورية الكبرى التي اندلعت العام 1922 ضد الاستعمار الفرنسي، وعلى إثر ذلك أبعد وعائلته عن دائرة الحوادث والشغب إلى مصر.

وحين بلغت أسمهان عامها الـ 13 التحقت مع شقيقها المطرب الكبير الراحل فريد الأطرش بإحدى الصالات الغنائية في القاهرة، وبعد ذلك بثلاث سنوات - تقريبا - غنت أسمهان في «دار الأوبرا الملكية المصرية»، وسجلت أول اسطوانة لها قبلها بعام واحد لقاء 20 جنيها وهو مبلغ زهيد آنذاك.

تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، ورزقت منه بابنتها الوحيدة كاميليا، لتتوقف عن الغناء لمدة 4 سنوات، ومن ثم عادت إليه من جديد العام 1937 بأغنيتها الجميلة «أين اللياليب» للشاعر أحمد رامي وألحان أحد أهم عباقرة الموسيقي العربية محمد القصبجي، ثم غنت من ألحان شقيقها الموسيقار الكبير فريد الأطرش أغنية «أوف يابا» وبعد ذلك بعام واحد لحن لها أغنية ثانية اسمها «نويت أداري» التي توافقت مع العام نفسه الذي حصلت فيه على الطلاق من ابن عمها الأمير حسن الذي اعترض بقوة على استمرارها في الغناء، إذ كان يعتبره عيبا اجتماعيا ولا يليق بالأسر العريقة في منتصف القرن الماضي. تعاونت أسمهان مع الفنان الكبير محمد عبدالوهاب فغنت من ألحانه الأغنية العذبة «محلاها عيشة الفلاح»، التي قدمتها في فيلمه «يوم سعيد».

أسمهان والمخابرات البريطانية

أثيرت الكثير من القصص والأقاويل بشأن أسمهان وتعاونها مع الاستخبارات البريطانية، وتقول إحداها إنه في مايو/ أيار تم أول لقاء بين أسمهان وأحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط، جرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سورية وفلسطين ولبنان من قوات «فيشي» الفرنسية وقوات ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية (الديغولية). قامت أسمهان بمهمتها خير قيام بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها السابق الأمير حسن الأطرش، فرجعت أميرة الجبل من جديد، وهي تتمتع بمال وفير أغدقه عليها الإنجليز، بهذا المال استطاعت أسمهان أن تحيا مرة أخرى حياة الترف والبذخ وتثبت مكانتها كسيدة لها شأنها في المجتمع، ولم تقصر في الوقت نفسه في مد يد المساعدة لطالبيها حيث تدعو الحاجة.

وفي عددها الصادر صباح الاثنين 29 سبتمبر/ أيلول 1941، كتبت صحيفة «الحديث» البيروتية: «الأميرة آمال الأطرش استعانت بالله وقررت تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع لتوزيع الطحين على الفقراء مجانا وفي منزلها الكائن في عمارة مجدلاني في حارة سرسق». إلا أن وضع أسمهان لم يستقر، فساءت الحال مع زوجها الأمير حسن في الجبل بسورية من جديد، كما أن الإنجليز تخلوا عنها وقطعوا نبع المال لتأكدهم من أنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا (الديغولية). واعترف ممثل بريطانيا في لبنان الجنرال إدوارد سبيرز يومذاك بأنه يتعامل مع أسمهان لقاء أموال وفيرة دفعت نظرا إلى خدماتها، وقال عنها إنها كانت كثيرة الكلام ومدمنة على الشراب وإنه قطع كل علاقة معها.

في هذا الوضع الصعب حاولت أسمهان جاهدة استعادة الجنسية المصرية والعودة إلى القاهرة، ولاسيما أنها بدأت تشعر بأنها على وشك الإفلاس وهي مقيمة في القدس. وكان أن فتح باب الأمل بوصول الممثل أحمد سالم الذي تزوجته شرعيا ومعه عادت إلى مصر.

نهاية أسمهان

عادت أسمهان تعمل في الغناء والسينما في مصر على رغم أن زواجها من أحمد سالم لم يكن سعيدا، حتى أن الزوج اضطر ذات يوم إلى إطلاق النار بسبب عصيان الزوجة، فأصيب برئته اليسرى كما أصيب أحد الضباط المصريين في صدره، وكان الضابط قد حضر لتسوية الخلاف بين الزوجين. وفي الوقت الذي كانت أسمهان تعمل فيه بفيلم «غرام وانتقام» استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق. ذهبت أسمهان إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو/ تموز ترافقها صديقة لها تدعى ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة (ترعة الساحل الموجودة حاليا في مدينه طلخا)، إذ لاقت أسمهان وصديقتها حتفهما أما السائق فلم يصب بأذى، وبعد الحادث اختفى. وبعد اختفائه ظل السؤال عمن وراء موت أسمهان من دون جواب، كما ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو الاستخبارات البريطانية والملك فاروق الذي لم تستجب أسمهان لرغباته، وزوجها الثالث أحمد سالم، وأم كلثوم التي ظلمها الاتهام كما يقول عبدالله أحمد عبدالله الذي يعتبره مجرد شائعة مغرضة.

ومن غريب المصادفات أن أسمهان قبل أربع سنوات من وفاتها، أي في بداية سبتمبر 1940 كانت تمر في المكان عينه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري «غير مُجدٍ» التي لحنّها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرّن على أدائها حينذاك استعدادا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة. قالت أسمهان لرئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» الصحافي محمد التابعي الذي كان يرافقها: «كلّما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة». وكان الفلكي الأسيوطي قد تنبأ لها وهي في بداية حياتها الفنية بأنها ستكون ضحية حادث وستنتهي في الماء. ومنذ ذلك الحين «لم يعوّض صوت أسمهان ولم يأت بديل عنه حتى الآن» على حد قول سعيد الجزائري.

العدد 2164 - الجمعة 08 أغسطس 2008م الموافق 05 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً