العدد 2162 - الأربعاء 06 أغسطس 2008م الموافق 03 شعبان 1429هـ

التعليم الإلكتروني في البحرين 1/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتفلت شركتا مايكروسوفت والمجموعة المتكاملة للتكنولوجيا (ITG) الأردنية، برعاية وزارة التربية والتعليم، بإطلاق نسخة مطورة من منظومة «التعليم المباشر».

وتندرج هذه النسخة ضمن مبادرتي «التعليم الأردنية»، وجزء من «بوابة التعليم»، التي أطلقتها مايكروسوفت لتمكِّن المدارس والمؤسسات والجهات التعليمية والتربوية محليّا وإقليميّا، من الاستفادة القصوى من الاستثمارات القائمة في قطاع التكنولوجيا، وذلك عن طريق مجموعة من منتجات مايكروسوفت، في مسعى من الأخيرة إلى إبراز أركان رؤية واستراتيجية مايكروسوفت للدمج بين البرمجيات والخدمات.

والبوابة التعليمية الأردنية هي الإطار الواسع لبيئة «التعليم الإلكتروني» التي تحاول الكثير من البلدان العربية، ومن بينها البحرين والأردن بناءها.

و«التعليم الإلكتروني» ليس مفهوما طارئا، وتنبهت إلى أهميته وفي مراحل مبكرة منظمات دولية مثل اليونسكو، وباشرت في الترويج له كما نراه في تقريرها عن «التعليم على مستوى العالم» الصادر في العام 1998، والذي اعترفت فيه اليونسكو بأن التعليم يواجه تحديا ملحوظا فيما يتعلق بإعداد التلاميذ والمدرسين لمجتمع المستقبل القائم على أساس المعرفة، في الوقت الذي لم يتدرب فيه معظم المدرسين بعدُ على استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات، وهذا النمط من التفكير هو الذي زرع بذرة مفهوم «التعليم الإلكتروني»، ومارس دورا مهمّا في انتشار منصاته الاتصالية.

وكلما اتسع هامش المعرفة في دورة الإنتاج، وتعمق دورها في قنواته، ازداد حضورها في تطوير عمليات النمو. هذا الأمر يفسح المجال أمام عمليات إحلال العناصر الخام المعرفية مكان العناصر التقليدية التي هي المواد الأولية ورأس المال المادي والقوى العاملة غير المؤهلة عادة، وهذه هي إحدى الخطوات على طريق بناء الهياكل التحتية للاقتصاد المعرفي.

والتعليم الإلكتروني، الذي هو إحدى الدعامات الرئيسية في الاقتصاد المعرفي، هو شكل من أشكال التعليم عن بعد، وهناك أكثر من تعريف لمفهوم التعليم الإلكتروني ينطلق كل منها وفقا للأهداف التي يتوخى تحقيقها والمهمات المناطة بها تنفيذها.

فالبعض يعرفه بأنه «طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسب والشبكات والوسائط المتعددة وبوابات الإنترنت من أجل إيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل كلفة وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين.

وهناك من الخبراء من يحاول أن يعرف التعليم الإلكتروني وفقا لتقسيمات تميز بين 3 أنواع: المتزامن (Synchronous)، وهو الذي «يجمع المعلم والمتعلم عبر الاتصال سواء بالحديث الإلكتروني المباشر Chat أوالفيديوي عبر الكمبيوتر». والثاني هو اللامتزامن(Asynchronous )، وهو الذي يتم فيه الاتصال «بين المعلم والمتعلم ويمكِّن المعلم من وضع مصادر مع خطة تدريس وبرنامج تقييمي على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب الموقع في أي وقت ويتبع إرشادات المعلم في إتمام التعلم من دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم».

والثالث هو التعليم المدمج (Blended Learning) وهو ذلك النمط من التعليم الذي «يشمل مجموعة من الوسائط المصممة لتتمم بعضها بعضا والتي تعزز التعلم وتطبيقاته».

لكن بعيدا عن التعريفات يمكننا أن نشير إلى بعض خصائص «التعليم الإلكتروني» النابعة من طبيعته والتي تميزه عن أشكال وأنماط التعليم التقليدية. فنهاك قدرته على تجاوز حواجز المكان والزمان، إذ في وسع أعمدة العملية التعليمة الأربعة: المدرس، الطالب، المؤسسة الإدارية، أولياء الأمر، الوصول إلى المعلومة التي يحتاجون إليها في الزمان المناسب إليهم، ومن المكان الذي يلائمهم. وهناك المرونة القائمة على «القدرات التفاعلية» اللامحدودة، التي تبيح الانتقال بيسر من جزء إلى جزء آخر من المادة العلمية، ومخاطبة أفراد المجتمع المرتبط بمنصة التعليم الإلكتروني المعنية للانطلاق معهم في مناقشات مفتوحة غير محدودة الأفق، في نطاق المادة المعينة، وعلى رغم هذه الانفتاح اللامحدود، لكن التعليم الإلكتروني يحافظ على الخصائص الفردية، ويحرص على تلبية متطلباتها، بمعنى أنه يتوافق مع حاجات كل متعلم ويلبي رغباته ويتماشى مع مستواه العلمي ما يسمح بالتقدم في البرنامج أو التعلم وفقا لسرعة التعلم عند كل فرد.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2162 - الأربعاء 06 أغسطس 2008م الموافق 03 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً