كنت متلهفة لخبر إعلان النسخة الثالثة من المسلسل الرمضاني الإماراتي «الفريج» والذي يعرض 15 حلقة يتنوع مضمونها في إطار هزلي كركاتيري لا يخلوا من العبر، وأكاد أجزم أن جميع حلقات النسختين السابقتين ذات مضمون يستحق المشاهدة إن لم يكن للفائدة فللتنفيس عن الخاطر بعفوية أم خماس، و خرف أم سلوم ولكنة أم علاوي الركيكة وأشعار أم سعيد وقهوتها، وعلى عجالة أذكر بعض الحلقات التي رسخت في مخيلتي كحلقة العلم نور والتي تركز على تشجيع الانخراط في مدارس محو الأمية وحلقة عبود زخوه والتي تهدف إلى تنظيم النسل، وحلقة أخرى تقف أمام أعمال السحر والكذب والإسراف في الماء لا سيما بعد أن صنفت الإمارات كثالث دولة في العالم تستهلك المياه.

هذه النسخة بالتأكيد لن تكون أقل مستوى من السابقة لاسيما بعدما تناقلت الأوساط أخبارا عن وجود حلقة تحكي حال الإمارات إبان موت أميرها «زايد» فضلا عن حلقة عن علاقة الإمارات بدول الخليج وتزايد التزاوج بينهم.

سر نجاح هذا العمل هو إعتمادة على طاقات شبابية ابتداء من الفكرة إلى الإعداد والتنفيذ والأهم من كل ذلك لجوء القائمين على البرنامج إلى تدشين استبانة طوال العام الماضي لاستطلاع آراء الناس بشأن أهم القضايا التي من المهم طرحها في المسلسل، في الوقت الذي ينشغل فنانونا طوال العام «بهوشاتهم» ومحاولاتهم لتحقيق السبق لا حبا في المنافسة وإنما حبا في تحقيق الانتصار على الطرف الآخر، وإن لم يكن انشغالهم في ذلك تراهم مشغولون حتى النخاع في حفلات انتصاراتهم المزعومة وتصريحاتهم الممجدة وسماعهم لتصفيقهم لأنفسهم كالعادة.